بحث علمى عن اداب الطريق والوعى المروري جاهز للطبع
آداب الطريق والوعي المروري
ذات يوم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (إياكم والجلوسَ على الطرقات) فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال صلى الله عليه وسلم: (فإذا أبيتم إلا المجالس؛ فأعطوا الطريق حقها). قالوا: وما حق الطريق؟
قال صلى الله عليه وسلم: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر) [متفق عليه].
***
الطريق مرفق عام، وهو ملك للناس جميعًا، ولو اعتبر كل إنسان الطريق جزءًا من بيته، لحافظنا عليه.
ومن آداب الطريق التي يجب على كل مسلم أن يلتزم بها:
غض البصر: المسلم يغض بصره عن المحرمات، امتثالا لأمر الله -تعالى-: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون . وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن}
[النور: 30-31].
إماطة الأذى: المسلم يميط الأذى كالحجارة أو الأسلاك أو الزجاج أو غيرها فيبعده عن الطريق، قال صلى الله عليه وسلم: (... وتميط الأذى عن الطريق صدقة) [متفق عليه]. ويتجنب قضاء الحاجة في الطريق، حتى لا يؤذي
أحدًا، ويتجنب اللعب، والمزاح غير المقبول، ولا يسخر ممن يسير في الطريق ولا يستهزئ بهم.
ولا يضيق على المارة، وإنما يفسح لهم الطريق. وإن كان يحمل عصًا أو مظلة أو شيئًا يمكن أن يؤذي المسلمين؛ فيجب أن يحترس في حمله حتى لا يؤذيهم، ولا يحرك يديه بعنف أثناء السير في الأماكن المزدحمة، ولا يزاحم أثناء صعود الكباري أو المشي في الأنفاق -مثلا-.
الالتزام بآداب مرور السيارات: فسائق السيارة يلتزم بآداب المرور، ويحترم شرطي المرور، ويلتزم بالإشارات، ولا يستخدم آلة التنبيه بكثرة؛ حتى لا يزعج المرضى، ويلتزم بالسرعة المحددة له في الطريق. رد السلام: المسلم عندما يسير في الطريق يلقي السلام على من يقابله، ويرد السلام بأحسن مما سمع.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) [متفق عليه]. والمسلم يعاون من لا يستطيع عبور الطريق
أو السير؛ فيأخذ بيده، وإن كان له سيارة أو وسيلة يركبها فله أن يحمل معه غيره، ويرشد الضالَّ الذي فقد طريقه، ويفضُّ المشاجرات التي يستطيع فضَّها والإصلاح بين أطرافها.
الاعتدال والتواضع في المشي: المسلم يجعل مشيه وسطًا بين الإسراع والبطء ولا يمشي بخُيلاء أو تكبر، قال تعالى: {واقصد في مشيك} [لقمان: 19]. وقال تعالى: {ولا تمش في الأرض مرحًا إنك لن تخرق الأرض ولا لن تبلغ الجبال طولاً} [الإسراء: 37].
السير في جانب الطريق: المسلم يلتزم جانب الطريق (الرصيف) عندما يمشي على رجليه؛ حتى لا يتعرض للإصابة بحوادث السيارات أو الدراجات، ويجب التمهل عند عبور الشارع، والتأكد من خلو الطريق من العربات.
الحرص على نظافة الطريق: وتجنب رمي القاذورات فيها، وحبذا لو تعاون الجميع على تنظيفها.
الأدب عند السير مع الكبير: فلا يتقدم عليه، وليستمع إليه إذا تحدث، كما أنه يمشي عن يساره ليكون له أولوية الخروج والدخول وغير ذلك.
عدم الأكل أثناء السير: فإن ذلك منافٍ للمروءة.
عدم رفع الصوت في الطريق: حتى لا يؤذي السائرين، أو تتسرب
الأسرار، ويتجنب المزاح غير المقبول مع رفقاء الطريق.
الأسواق والطرقات أماكن عامة يلتقي فيها جميع الناس ليبلغوا حاجاتهم ويصلوا الى بيوتهم، ويتعاملوا مع بعضهم..
وللمسلم في قضائه بعض وقته في الطريق سمت خاص وأدب جمّ، وهئة متميزة، وخلق رفيع عبّر عنه سبحانه بقوله:
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً (63) الفرقان.
وفصلته السنة النبوية بما ورد عن النبي في مشيه في الأسواق حيث قال ابن أبي هالة في صفته:
(( إذا زال تقلعا ـ أي يرفع رجله بقوة ـ ويخطو تكفؤا ـ أي يسير مقتصدا ـ ويمشي هونا ـ أي بالوقار ـ ذريع المشية ـ أي واسع الخطوة ـ إذا مشى كأنما ينحط من صبب ـ أي من علو ـ وإذا التفت التفت جميعا، خافض الطرف، نظره الى الأرض أطول من نظره الى السماء، جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه، ويبدأ من لقيه بالسلام)) رواه الترمذي.
وما أحوج المسلم لهذه الآداب الكريمة في وقت نجد فيه الكثير من الشباب يتسكعون في الطرقات، وبجتمعون في الشوارع والمنعطفات، وعلى أبواب المدارس وفي الساحات، لا عمل لهم سوى إيذاء الناس بفاحش الكلمات، وتصيّد العثرات والزلات، ومراقبة السقطات والعورات..
وهذه قطوف من الآداب الواردة فيما يتعلق بالمشي في الطرقات والسعي في الأسواق لعلها تكون واقعا ملموسا وسلوكا مطبّقا:
1 »» غض البصر عن المحرمات، وعن مراقبة المارين من الناس في أعمالهم أو تصرفاتهم أو لباسهم.
2 »» تجنب الجلوس في الطرقات، أو الوقوف في المنعطفات، أو على واجهات الحوانيت والمحلات.
3 »» بذل السلام وإلقاؤه على الآخرين وخاصة على الصالحين منهم، ورد السلام على من ألقاه بأحسن منه.
عن أبي سعيد الخدري قال: إيّاكم والجلوس على الطرقات. فقالوا: ما لنا بدّ إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها. قال: وما حق الطريق؟ قال: غضّ البصر، وكفّ الأذى، وردّ السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر متفق عليه.
4 »» المحافظة على نظافة الطريق، وتجنب إلقاء النفايات والأوساخ والنجاسات في ممرات الناس ومجالسهم.
5 »» إماطة الأذى عن الطريق، كالقشور والزجاج والمسامير والحجارة وغيرها لئلا يتعثر بها أحد. عن أبي هريرة عن النبي قال: الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان متفق عليه.
6 »» مساعدة المحتاجين، وإغاثة الملهوفين، وإرشاد الضالين، وإعانة أبناء السبيل والمنقطعين، ودلالة الأعمى في طريقه، والحمل مع الضعيف في حمولته..
7 »» تجنب الطرق المزدحمة، والأسواق المكتظة، وخاصة التي تنتشر فيها المنكرات والمحرمات، وعند الاضطرار فالإسراع في اجتيازها، وذكر الله تعالى فيها بين الغافلين فهو فضيلة عظيمة.
عن عمر أن رسول الله قال: من دخل السوق فقال: لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حيّ لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى له بيتا في الجنة رواه الحاكم.
8 »» الانتباه الى مسالك الطريق لئلا يصطدم بشيء، أو يقع في حفرة، وعدم الالتفات يمن ويسرة والى الوراء أثناء المشي دون حاجة.
9 »» تجنب عبور الشارع إلا بعد التأكد من خلوه من السيارات والحافلات والعربات والدراجات، وعدم المخاطرة في ذلك.
10 »» المرور ضمن الممرات المحددة للمشاة أثناء عبور الشارع ضمانة للأمن والسلامة.
11 »» القصد في المشي، بعدم الإسراع والركض في الطرقات، وعدم البطء والتمهل والاختيال والتبختر تكبرا وتعاظما وإعجابا بالنفس.
قال تعالى: وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (37) الإسراء.
وقال: وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ لقمان 19. وعن ابن عمر ما قال: قال رسول الله : من تعظّم في نفسه، واختال في مشيته، لقي الله وهو عليه غضبان رواه البخاري.
12 »» رفع الأطعمة وفتات الخبز عن قارعة الطريق، وإبعاد الأوراق التي كتب فيها أسماء كريمة أو قرآنية عن ممرات الناس.
13 »» تجنب الأكل في الطرقات لإخلاله بالأدب والمروءة.
14 »» تجنب اللعب في الطرقات وجعلها أماكن للهو والتسلية وإضاعة الأوقات.
15 »» تجنب رفع الأصوات أثناء التعامل بالبيع والشراء.
16 »» اغتنام الوقت الضائع في الطريق بإشغاله بذكر الله تعالى والتفكر في آياته ومخلوقاته، أو الصلاة على رسول الله ، أو تلاوة القرآن غيبا، أو مراجعة المحفوظات واولاجبات المدرسية عن ظهر قلب.
الوعي المروري
يمثّل قطاع المرور مرفقاً من أهم مرافق الدولة، ويهدف هذا القطاع الى تأمين انتقال الأشخاص والبضائع بأقل قدر ممكن من القيود أو النفقات وأعلى درجات السرعة والسلامة. وتتمثّل مشكلات المرور في العالم بمظاهر ثلاثة هي: التأخير، التلوث البيئي والحوادث المرورية. ولا شك بأن الحوادث المرورية تحتاج الى اهتمام بالغ، بقدر ما تحتاج الى إجراءات متلازمة تقوم بها الدولة (بالتعاون مع جميع الجهات المعنية) ليس فقط لنشر الوعي أو إكساب المعلومات، بل لتعديل سلوكيات وأساليب وطريقة التصرف في مختلف المواقف التي تواجه مستعملي الطريق، والذين يشكل الأطفال والأولاد جزءاً منهم. وقد أثبت العديد من الدراسات والأبحاث أن الأطفال يشكلون نسبة مرتفعة من ضحايا الحوادث المرورية (لا سيما المشاة منهم). ولا بد من «وقاية» الأطفال من الحوادث المرورية أو التخفيف من حدوثها، والحدّ من آثارها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية وذلك من خلال برامج توعية خاصة ومعالجة المشاكل المرورية عبر برامج ملائمة تساهم في تفعيل سبل الوقاية من هذه الحوادث. من هنا تأتي أهمية وضع برنامج تربوي لتلافي الحوادث المرورية عند الأطفال، يستمد إطاره النظري من القواعد المرورية التي تحقق السلامة.
زيادة الوعي
الهدف الأساسي من البرنامج، زيادة الوعي المروري عند الأطفال لتلافي وقوع الحوادث المرورية، ما يستلزم توافر منفذي برامج ذوي كفاية ومعرفة بقوانين المرور والإعلام المروري والسلوك المروري، لديهم قدرات للإشراف والتنفيذ، مع مراعاة مستوى الأطفال المستهدفين، عقلياً وتعليمياً واجتماعياً، واستخدام وسائل اتصال مناسبة ومتعددة.
اقتراح
في إطار رفع مستوى الوعي المروري للأطفال نقترح الآتي:
- تدريب الأطفال على آداب السلوك المروري وتزويدهم معلومات مرورية عن قواعد النزول والركوب من السيارة أو الباص، وقواعد عبور الطريق، والطريقة الصحيحة للجلوس في السيارة أو الباص المدرسي.
- تدريبهم على مهارات العناية بالذات لتلافي الحوادث المرورية (في أثناء إجتياز الشارع، أو اللعب في الطرقات العامة...)، ويكون ذلك من خلال تعليمهم وتعريفهم على الإشارات الضوئية والمرورية المتعلقة بالسائقين والمشاة، وكيفية التعامل معها. أما أهم المعايير التي ينبغي التقيد بها في مجال توعية الأطفال حول مبادئ السلامة المرورية فهي، مراعاة المرحلة العمرية للأطفال الذين نتوجه إليهم، ومراعاة التنوع والتشويق في إعطائهم المعلومات وتدريبهم على المواقف.
استراتيجيات
بالنسبة الى القيّمين على برامج توعية الأطفال حول السلامة المرورية، فهم يضطلعون بأدوار مهمة، اذ تقع على عاتقهم مهام إعطاء المعلومات وتوجيه سلوك الأطفال وتصحيح معلوماتهم الخاطئة حول قواعد المرور المختلفة. وتوعية الأطفال ينبغي ان تلتزم استراتيجيات معينة أهمها استراتيجية الإقناع وما تقتضيه من أدلة عقلية وواقعية حول الوعي المروري وقوانين المرور، واستراتيجية الضغط بهدف وضع محددات للسلوك المروري، واستراتيجية المشاركة الخاصة في أثناء التدريب، واستراتيجية تغيير السلوك المروري الخاطئ، عن طريق التوضيح، والاعتراض، والتعليم، والتدريب، والتفسير...
المواضيع المتشابهه:
fpe ugln uk h]hf hg'vdr ,hg,un hglv,vd [hi. gg'fu