بيني وبينك بحر وبعدٌ ومسافات لا تنتهي ...
وكم أهوى هذا المدى الذي يجمعنا في منطقة لا تطؤها أقدام الناس
هنا أو هناك ... أو في نقطة ما في فراغ الفراق نجتمع
في ضل حلم ... تحت سحابات الموسيقى أو براءة الذكريات
رياحٌ وَ أمطارٌ و أجواءٌ باردةٌ
تذكرني بأيامٍ مَضَت رُبَّما لَم أدرِك إلَّا أواخرها
حيثُ كانَ الجميعُ يَجتَمِعُ حولَ مِدفأةِ الحَطَب
يُحَمِّصونَ الكَستناء و يَتسامَرون سوِّياً تَحتَ أنوارِ المصابيحِ الخافتةِ أو لَرُبَّما الشموع؛ لِعدم وجود الكهرُباء مِن سوءِ الأحوالِ الجويةِ.
أيامٌ كانت البركةُ أساسُها ... وَ المحبةُ و النقاءُ تكسوها ؛ فلا يَشعُرون بالبرد.
ألا ليتها تَعود ... وَ يَعود رِضا الرَّب علينا
و يَعودُ عِزَّنا بعد أن أضعناه بأيدينا و تركنا ما تأصَّل بنا ... مِن أجلِ أن يُقالَ عنَّا متحضرين ،
لَم نُدرِك أنَّ التَحضر يكونُ بالفكرِ و ليسَ بالمظهر العادات الراقية.
عملنا عكسِ ما يجب
تحضرنا بالتقاليد و المظاهِر و غيَّرنا بها
و بقِيَ الفكرُ على حالهِ بل أسوء .