Thread Back Search




›› ›› ›› ››



بحث علمى عن القضية الفلسطينية ودور مصر فى دعم فلسطين جاهز للطبع

اضافه رد
  • 12-01-2025 | 06:22 PM
  • ghlasa



  • بحث علمى عن القضية الفلسطينية ودور مصر فى دعم فلسطين جاهز للطبع
    القضية الفلسطينية والدور المصرى في دعمها
    مقدمة
    يعيش إخواننا في فلسطين هذه الأيام مرحلة عصيبة من تاريخهم ، فالإستكبار اليهودي قد بلغ أوجه، وكشف شارون عن وجه بني صهيون الحقيقي، فالقتل ، والتشريد وهدم المنازل والحصار الإقتصادي الرهيب، وخامسة الأثافي: الخذلان المخزي من لدن المسلمين عامة والعرب خاصة لإخوانهم في فلسطين، كل هذه الأحوال تطرح سؤالاً مهماً؟ هل لهذا الأمر من نهاية؟ وهل لهذه البلية من كاشفة؟ ويتحدد السؤال أكثر : أين المخرج؟ وما هو السبيل ؟ وبخاصة وقد بلغ اليأس مبلغه في نفوس كثير من المسلمين وبالأخص إخواننا في فلسطين ،وأصبح التشاؤم نظرية يروج لها البعض ، مما زاد النفوس إحباطاً، والهمم فتوراً.
    وأقول : مع مرارة الواقع، ووجهه الأسود الكالح ، وامتداد هذا الليل وتأخر بزوغ الفجر، مع ما يحمله هذا الليل من فواجع ومواجع مصحوباً بالرعود والبروق والصواعق والرياح العاتية ، كل ذلك لا ينسينا سنن الله في الكون ، وأن الظلم مهما طال فلن يستمر، وأن تقدم مدة الحمل مؤذن بالولادة ، وساعات الطلق الرهيبة تعلن نهاية المعاناة ، "فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا" "ولن يغلب عسر يسرين، " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين" .
    وأقول بحق إن تلك الأحداث المؤلمة التي يستخدمها المتشائمون واليائسون دليلاً على تشاؤمهم ويأسهم، هي نفسها من أقوى البراهين لديّ على التفاؤل والنظرة إلى المستقبل بأمل مشرق، وعزيمة صادقة ، وثقة بوعد الله وقرب تحقق وقوعه "أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون" وهذا التفاؤل وتلك الثقة لم تبن على عاطفة جياشة مجردة من الدليل، سرعان ما تهتز أمام ريح عاتية، أو تذبل لطول الطريق وقله الزاد وانفضاض المعين والرفيق، بل هي قناعة مبنية على أسس عميقة الجذور، من السنن الكونية التي لا تتخلف، وآيات الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنـزيل من حكيم حميد، وكلام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي، في ظروف مشابهة من تسلط قريش وطغيانهم واستكبارهم، مع ضعف المؤمنين وقلة المعين والناصر، أتى الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكون حالهم، ويطلبون منه الدعاء والإستنصار، وتحس من كلامهم بمرارة المعاناة واستطالة الطريق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقلهم نقلة أخرى ، نقلة الواثق بربه، المؤمن بصدق وعده، "والله ليسيرن الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون" نعم لقد تحقق هذا الوعد ، وصدق الله ورسوله ، ولكن ذلك لم يكن بين عشيةوضحاها، بل احتاج إلى زمن طويل من الجهاد والبلاء ، فليست العبرة متى يتحقق النصر، وإنما المهم كيف يتحقق، وبأى وسيلة يستجلب؟ سواء طال الزمن أو قصر، فلله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله – ينصر من يشاء وهوالعزيز الرحيم.
    وفي ظل تلك الأركان الصلبة، سأقدم هذه الرؤية ، آملاً أن تكون مساهمة في رفع تلك المعاناة المعنوية ، المنبثقة عن المعاناة الحسية التي طال أمدها ، وأسود ليلها.
    إننا من أجل أن نعرف كيف يتحقق النصر ، لابد أن ندرك كيف وقعت الهزيمة، ومن أجل أن نرسم طريق الخلاص لابد أن نعرف كيف حدثت المعاناة، وما بني في عشرات السنين ، لا تنتظر زواله بين غمضة عين وانتباهتها، السنن الكونية تدل على غير ذلك ، فكما أن هناك اركاناً للهدم، فهناك أسس للبناء، وما شيدته الجاهليات المتعاقبة على مرور الأزمان ، اقتضي وقتاً ليس باليسير حتى هدمه الأنبياء والمصلحون وأقاموا مكانه بناء راسخاً لا تهزه الرياح "فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً" ، "حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إنّ نصر الله قريب" ، "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً"، ومتى جاء الحق وزهق الباطل؟ بعد جهاد وصبر ومصابرة وطول معاناة.
    وسأسوق هذه الرؤية مسلسلة بنقاط مستقلة ، تؤخذ النتيجة من مجموعها لا من آحادها ، حيث يكمل بعضها بعضاً، ويأخذ بعضها برقاب بعض، وأسأل الله التوفيق والسداد، وأن يجعل لي فرقاناً ينير لي الطريق ويدلنى على مكامن القوة والضعف فيه ، لأدلّ قومي إليه فإن الرائد لا يكذب أهله.
    بحث علمى عن القضية الفلسطينية ودور مصر فى دعم فلسطين جاهز للطبع
    أرض فلسطين أرض إسلامية :
    في الحديث الصحيح الذى رواه أبو ذر – رضى الله عنه – قال قلت يا رسول الله : أي مسجد وضع في الأرض أول؟ فقال صلى الله عليه وسلم "المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى" قلت كم كان بينهما؟ قال : "أربعون سنة" . وهذا ولا شك قبل بعثة موسى عليه السلام، وإبراهيم عليه السلام الذى رفع مع إسماعيل القواعد من البيت هو الذى عيّن بأمر الله مكان المسجد الأقصى وهو الذى قال الله فيه " ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين".
    فالمسجد الأقصى على مرّ التاريخ كان مسجداً إسلامياً ومن قبل أن يوجد اليهود، ومن بعد ما وجدوا "سبحن الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" وفلسطين أرض الأنبياء منهم إبراهيم وموسى وعيسى وزكريا ويحي وغيرهم – عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام- وكلهم مسلمون "إن الدين عند الله الإسلام" ، " لا نفرق بين احدٍ منهم ونحن له مسلمون" إذاً فلسطين أرض إسلامية ، لا حق لأحد غير المسلمين فيها، "إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين" .
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بينما نحن في المسجد، إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (انطلقوا إلى يهود) فخرجنا معه ، حتى جئناهم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فناداهم، فقال : (يا معشر اليهود أسْلموا تَسْلَموا) فقالوا : قد بلغت يا أبا القاسم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذلك أريد، أسْلِموا تسْلَموا) فقالوا : قد بلغت يا أبا القاسم ، فقال لهم صلى الله عليه وسلم (ذلك أريد) فقال لهم الثالثة : (اعلموا أنما الأرض لله ورسوله ، وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض، فمن وجد منكم بما له شيئاً فليبعه، وإلاّ فاعلموا أن الأرض لله ورسوله) رواه مسلم.
    وهذا منطلق مهم، وأرضية صلبة يبنى عليها ما بعدها من مواقف وتضحيات ، فليست قضية فلسطين خاصة بمن ولد على أرض فلسطين دون النظر إلى دينه وعقيدته، بل هي قضية إسلامية تخص المسلمين أينما ولدوا، وحيثما وجدوا، ولا شك ان من ولد على أرض فلسطين من المسلمين فالقضية تعنية من باب أولى ومن لم يكن مسلماً فلا حق له في فلسطين ولو ولد فيها أباً عن جدّ.
    فعندما لحق أحد المشركين – من أهل المدينة – برسول الله صلى الله عليه وسلم - يريد الدفاع عنها ، عندما جاءت قريش يوم بدر، وكان صاحب نجدة وبأس، قال له صلى الله عليه وسلم "ارجع فلن استعين بمشرك"، وعندما أعلن اسلامه وإيمانه، أذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشاركة قائلاً له "فانطلق".
    يهود الأمس ويهود اليوم :
    بسبب قوة الصراع بين المسلمين واليهود وبخاصة على أرض فلسطين، وما نراه صباح مساء من جرائم ترتكب في حق إخواننا في الداخل، وما يدّعيه اليهود من الحق التاريخي في الأرض المباركة، كل ذلك أفرز بعض الأخطاء التي وقع فيها كثير من المسلمين، من الخلط بين يهود الأمس الذين آمنوا بموسى – عليه السلام – وبين يهود اليوم، وهذا الخلط له سلبياته العقدية والعملية، ومن هنا كان لابد من إيضاح بعض المسائل المهمة في هذا السياق، أوجزها بما يلى : -
    1. بنوا إسرائيل الذين آمنوا بموسى - عليه السلام – غير يهود اليوم، فأولئك كانوا مسلمين مؤمنين، وهؤلاء كفار مشركون تبعاً لمن كفر بموسى وخرج عن شريعته، وبنوا إسرائيل هم نسل يعقوب – عليه السلام – الذي قال الله عنه "ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون". وانسجاماً مع هذه الحقيقة قال يوسف – عليه السلام - : "واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء". والذين آمنوا بموسى – عليه السلام – قال الله فيهم : "ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضّلناهم على العالمين" وقال فيهم : "ولقد اخترناهم على علم على العالمين" وقال فيهم: "وجلعنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون"، وقال فيهم محمد صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عباس الصحيح : "عرضت علىَّ الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي، فقيل لي : هذا موسى وقومه" الحديث. أمّا الذين خرجوا عن ملة موسى فقد وقعوا في الشرك كما قال سبحانه "وقالت اليهود عزير بن الله" وقال فيهم: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله" ثم قال : "وما أمروا إلاّ ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلاّ هو سبحانه عمّا يشركون" وقال عنهم "وقالت اليهود يد الله مغلولة غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا". إذاً فيهود اليوم لا علاقة لهم بالذين آمنوا بموسى – عليه السلام وكتب لهم الأرض المقدسة، وإنما هم امتداد لمن كفر بموسى والأنبياء من بعده، ممن حـرّف التـوراة، وخـرج عن دين التوحيـد وشـريعه موسـى – عليه السـلام -.
    2. أغلب يهود اليوم ليسوا من بني إسرائيل، بمعنى أن الذين يحتلون فلسطين اليوم ليسوا من نسل بني إسرائيل الذين كانوا مع موسى عليه السلام أو سلالتهم، حيث إن اليهود الذين يعتبرون من نسل بني إسرائيل وهم المعروفون بـ (السفاراديم) لا يزيدون عن 20% من عدد اليهود في العالم، مع ما داخل هذا العدد من امتزاج وتزاوج مع جنسيات وسلالات أخرى، بمعنى أن هذه النسبة القليلة ليست نسبة خالصة من نسل بنى إسرائيل. أمّا النسبة الكبرى من يهود اليوم 80% فليسوا من نسل اليهود الأصليين، بل هم من أصول أوروبية وشرقية ومن مختلف بلدان العالم، وهم المعروفون ب (الاشكنازيم) حيث دخلوا اليهودية بالتحول من ديناناتهم الوثنية وغيرها. ومن خلال هذه الحقيقة التاريخية تسقط دعوى المحتلين لفلسطين بـ (الحق التاريخي) ويتضح أنهم محتلون لا عائدون، وأن بلادهم وبلاد آباءهم هي تلك البلاد التي قدموا منها لا التي جاؤا إليها، أمّا النسبة القليلة التي تعتبر من نسل بني إسرائيل فلا حق لهم في فلسطين من وجهين :

    أولاً : أنهم خرجوا عن دين موسى الصحيح وحرّفوا التوراة، وفلسطين أرض إسلامية لا حق لغير المسلمين فيها.
    ثانياً : أن فلسطين لم تكن لبني إسرائيل وإنما كانت للجبارين، وهم أهلها قبل بني إسرائيل، وكتبها الله لبنى إسرائيل وأذن لهم بدخولها عندما كانوا على المنهج الصحيح، فلما انحرفوا، سقط حقهم فيها. ومن خلال ما سبق تسقط دعوى الحقّ التاريخي، ويثبت بطلان هذه الدعوى جملة وتفصيلا.
    3. أن صفات اليهود التى ذكرها الله في القرآن، ممتدة عبر التاريخ يتوارثونها جيلاً بعد جيل، وأمة بعد أمة، وهي صفات الغدر والخيانة، والجبن والبخل، والدسائس والمؤآمرات، والعلو والإستكبار وغيرها من الصفات التي بينها الله سبحانه وتعالى في القرآن، وقد تجلّت في اليهود الذين آذوا موسى – عليه السلام – وخرجوا عن شريعته، وهي صفات جبليّة خلقية ترسخت مع مرور الزمن وابتعادهم عن المنهج الصحيح، حتى أصبحت جزءاً من دينهم المحرّف، وخصائصهم الثابتة، يربّون عليها أبناءهم يشبّ عليها الصغير، ويشيب عليها الكبير، ويُعلمّمُها من يدخل في هذا الدين من غيرهم. ولم يسلم من تلك الصفات إلا القليل منهم وهم الذين آمنوا بموسى عليه السلام والتزموا بما جاء به، قال سبحانه : "منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون" ولذلك نجد القرآن وهو يذكر صفات اليهود لا يعمم الحكم عليهم، بل يفرّق بين المؤمنين وغيرهم "وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا، وكانوا بآياتنا يوقنون" ، "وترى كثيراً منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون" ، "قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منّا إلاّ أن آمنّا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون". إن فقه هذه الحقائق والتعامل معها جزء من استراتيجية التعامل مع اليهود، والغفلة عن ذلك ستؤدى إلى خلل في التصور والاعتقاد والعمل، مما يؤخر حسم المعركة ويطيل أمدها، لأن ما بُنِىَ على خطأ فمآله إلى بوار.
    الصراع في فلسطين صراع قديم :
    الصراع هناك لم يكن وليد اليوم ،وإنما له جذوره في التاريخ، ولم يكن ذلك الصراع صراعاً عرقياً أو قومياً، وإنما هو صراع بين الحق والباطل،بين صاحب الحق وبين الدخيل ، بين الكفر والإسلام، وبيت المقدس كان على مرّ التاريخ ملكاً للمسلمين ، وهم الأنبياء واتباعهم الموحدون، وعندما تزيغ طائفة عن هذا الطريق يبعث الله من المؤمنين من يعيد الحق إلى نصابه والبيت إلى أهله، بل قد يبعث الله من يؤدب أولئك الذين خرجوا عن دينه وانحرفوا عن سبيله، وطغوا واستكبروا "وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيرا، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا"، وهكذا كان عندما خرج بنوا اسرائيل عن دينهم وبغوا وطغوا بعث الله عليهم بختنصر، فقتلهم شرّ قتله ، فكانوا عبرة في التاريخ.
    وبعدما خرج الروم عن دينهم ، وحرّفوا الانجيل أذن الله للمسلمين بفتح بيت المقدس، فاصبحت ولاية من ولايات المسلمين لا حق للروم فيها سوى الاقامة التي شرعها الله لأهل الذمة بعقود وعهود.
    ولما ضعفت الخلافة الاسلامية نقض النصارى العهود واستنجدوا ببني جلدتهم في الغرب ، فكان الصراع الذي طال أمده حتى قيض الله لهذه الأمة نور الدين الذي وضع الأسس لعودة بيت المقدس إلى أهله، ثم جاء صلاح الدين فكان الفتح على يديه ، بعد معركة حطّين، فدخل بيت المقدس صلحاً كما دخله عمر – رضى الله عنه - ، فارتفعت رايات التوحيد على رايات الصليب والنواقيس. واستمر المسلمون يسيطرون على تلك الأرض المباركة حتى ضعفوا – مرة أخرى – وابتعدوا عن دينهم ، ودبّ الخلاف بينهم ، فجرت عليهم سنة الله في الأمم "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون" فتحالفت قوى الكفر في أقطار الأرض وجاؤوا بهذه الشرذمة ، عقوبة من الله للمسلمين على فعلهم ولعلهم يرجعون.
    إن المتأمل لهذا الصراع في جميع فتراته يدرك طبيعة المعركة ، وأنها بين الحق والباطل ، بين التوحيد والشرك، بين الكفر والإيمان ، لم تكن المعركة – أبداً – عرقية ، أو قومية ، أو وطنية ، لم تكن بين جنس وجنس، وقبيلة وقبيلة من أجل أرض أو تراب، إن ادراك هذه الحقيقة، يبين لنا كيف حدثت الهزيمة ، ولماذا تأخر النصر ، وكيف يتحقق الانتصار" إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد" ، "أولمّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم".
    إننا إن لم ندرك هذا الأمر ، ونعرف سرّه، سنكون كمن يبحث عن الماء في أعالي الرمال ، بل أصدق من ذلك " أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً" .
    إن فقه هذه الحقيقة التي لا جدال فيها ولا ريب ، يجعلنا نضع الأمور في نصابها ونعيدها إلى جذورها ، ومن ذلك إننا عندما ندعم اخواننا في فلسطين إنما ندعمهم لأننا وهم مسلمون ، كلنا في خندق واحد، دينا واحد، وقضيتنا واحدة، أما من عداهم فهم واليهود سواء ، سواء اكانوا عرباً أم عجماً، ولدوا في أرض فلسطين أو كانوا دخلاء غرباء .
    ومن ذلك أننا بسبب قوة الصراع واختلاط الحق بالباطل ،وكثرة اللبس والتزييف قد ننكر حقائق ثابته ، خوفاً من أن الاعتراف بها يسلب الحق من أيدينا، وليس هذا هو الطريق ، فما كان إنكار الحقائق وسيلة لإعادة الحق وردّ الباطل في يوم من الأيام.
    فنجد أن اليهود يتمسكون لإثبات حقهم في فلسطين، بما أحدثه بعض الأنبياء في القدس- عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام – فنأتى فننكر حدوث هذا الأمر ، خوفاً من ضياع الحق من أيدينا ، وهذا مسلك وعر وطريق لا يوصل إلى الحق ، وكان الأجدر والأولى ، أن نبين أن ما أحدثه الأنبياء من بناء أو إصلاح في بيت المقدس أو المسجد الأقصى أيّا كان نوعه أو تاريخه – فهو حجة لنا ، ودليل اثبات لقضيتنا ، لأن الأنبياء مسلمون، لا علاقة ليهود اليوم فيهم، ولا حجة لهم فيما فعلوه، ولا نقف عند اختلاف الاسم، فما بنى في المسجد فهو من المسجد، ما دام من بناه نبياً أو رسولاً "قولوا امنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون"، "ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلما وما كان من المشركين" ، "إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين" .
    وأشير هنا إلى مسألة وقع فيها اللبس والخطأ عند كثير من المسلمين، وهو اعتقادهم بأن مسجد قبة الصخرة ليس من المسجد الأقصى، وإنما مسجد عمر هو الأقصى ،وحقيقة الأمر أن كلا المسجدين من الأقصى حيث إن المسجد الأقصى شامل للمسجدين ولما بينهما، وهو بناء سليمان عليه السلام- وكل ذلك ملك للمسلمين، لا حق لأحد غيرهم فيها .
    دور مصر التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية
    منذ ضرب مشروع محمد علي في سوريا والقوى الإقليمية تعمل على عزل مصرعن سوريا والمشرق العربي ، فاقم ذلك فشل تجربة الوحدة السورية المصرية 1958 رغم أن عرب المشرق يعتبرون القاهرة عاصمتهم الحضارية منذ ثورة عرابي وسعد زغلول خاصة بعد أن عثرت على هويتها العربية إثر الحرب العالمية الثانية ، وتنبهت لدورها في محيط أمتها ، تجلى ذلك واضحاً في تداخل مطالب مصر في الاستقلال مع القضية الفلسطينية حيث كشفت الوثائق البريطانية كيف أن الحركة الصهيونية بذلت جهوداً للحيلولة دون اتفاق بين مصر وبريطانيا على معاهدة جديدة تستقر بها الأمور في البلدين قبل أن تقوم الدولة اليهودية في فلسطين .
    لقد كان اشتراك مصر في مؤتمر فلسطين 1938 نقطة تحول بارزة في سياستها ، وأن المؤتمر انعقد على خلفية وقائع ثورة 1936 التي هزت فلسطين وما جاورها من البلدان العربية وكانت بحق ثورة شعبية قادهما مفتي القدس الحاج أمين الحسيني وعزالدين القسام وجمال الحسيني ورشيد الحاج ابراهيم وألفرد روك وراغب النشاشيبي وكثيرون من القادة الميدانيين أمثال الشيخ سليمان المحمود الذي كان لاجئاً في مخيم اليرموك في دمشق .
    في تلك الفترة خطا الملك فاروق الشاب خطوته الأولى بدءاً من باريس التي كان الحاج أمين الحسيني مختبئاً فيها بعد أن هرب من العراق إلى إيران ثم تركيا فإيطاليا ثم ألمانيا حيث انتهت الحرب العالمية الثانية بخسارتها .
    كان السفير المصري في باريس محمود فخري باشا نسيب الملك يحاول العثور على الحاج أمين والتقاه فعلاً ليخبره بأن الملك فاروق يرحب به في مصر ، عندها استطاع مفتي القدس أن يتدبر أموره ويصل إلى مرسيليا ثم يستقل منها باخرة إلى الاسكندرية رغم محاولة عملاء الوكالة اليهودية خطفه ، وهكذا حلّ الحاج أمين الحسيني ضيفاً على الملك في مزرعته بانشاص ، ثم دعا الملك نفسه إلى أول قمة عربية في المزرعة نفسها، وكانت بداية لأول عمل عربي مشترك يتصدى لما يجري في فلسطين ، في هذا المؤتمر رحب الرؤساء العرب بمفتي القدس حتى أن الملك عبدالله ملك الأردن لم يبد اعتراضاً في البداية رغم أنه قال بعدها عنه : إن هذا الرجل لم يظهر في بلد إلا وحلّت المصائب فيه ، تصدى لثورة فلسطين ففشلت الثورة ، خرج إلى العراق فقامت فيه حركة رشيد عالي الكيلاني وضربها الانجليز ، خرج إلى طهران فإذا رضا خان يفقد عرشه ، وينفى إلى جنوب أفريقيا ، ثم ذهب إلى إيطاليا فسقط موسوليني ، وتوجه إلى برلين فإذا الجيش الألماني يهزم ، وهتلر يضطر إلى الانتحار .
    ورغم مافي هذا القول من التجني على المفتي إلا أن الملك فاروق سارع إلى الدفاع عنه قائلاً إلا أنه جاء إلى مصر ولم يحدث فيها شيء ، لكن الملك عبدالله أجابه قائلاً : يابني لقد جاءتها الكوليرا .
    منذ ذلك الوقت كان واضحاً التأثير العربي لمصر والذي أبرز يومها إرادةً عربية موحدة عبر ذلك عبدالرحمن عزام في حديثه مع المفوض الأمريكي في السعودية كلارك قائلاً له : إن العرب لايجدون أي مبرر لجعل فلسطين العربية تتحمل عبء إيجاد مأوى ليهود أوروبا ، وقال الملك عبدالعزيز آل سعود بأنه يشرفه أن يموت في ميدان القتال كشهيد لحق فلسطين العربية ، ويوم استقبالة للضباط الأمريكيين الملحقين بالمفوضية الأمريكية في جدة قال : إن الأمة العربية تواجه تهديدات أولها الضغط الفرنسي على سوريا وثانيها الضغط اليهودي على فلسطين ، إن أمريكا وبريطانيا أمامهما خياران بين عالم عربي هادئ ومسالم أو دولة يهودية غارقة في الدم .
    الحقيقة أن بريطانيا التي بدأت مشروع الدولة اليهودية في فلسطين مالبثت أن فقدت السيطرة على هذا المشروع بعد ذلك ، والسبب هو اننقال قيادة الغرب نهائياً إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي دخلت إلى المنطقة وهي منهكة في مواجهة عالمية مع الاتحاد السوفيتي آنذاك ، وكان تأثير الحركة الصهيونية نافذاً يومها وحتى الآن إلى أعصاب القرار السياسي الأمريكي رغم أن مصالحها الحقيقية والاستراتيجية كانت في الأرض العربية ، يومها حاول الكولونيل ( إيدي ) المفوض الأمريكي في السعودية لفت نظر رئيسه إلى خطورة سياسته على المصالح الأمريكية ، فرد عليه الرئيس ترومان بصراحة قائلاً : هل لدى العرب أصوات يعطونها لي في الانتخابات أو يحجبونها عني ، إن اليهود لديهم أصواتاً في مينوسوتا .
    كذلك يروي الكاتب الأمريكي ( جور فيدال ) في كتابه التاريخ اليهودي قصة الدعم المالي اليهودي للرئيس ترومان حين دخل عليه أحد النشطاء اليهود في محطة القطار عند توقفه في حملته الانتخابية وقدم إليه حقيبةً فيها 2 مليون دولار نقداً وهو يرجوه اعتبارها مساهمة في حملته الانتخابية ، حتى أن الرئيس جون كندي علّق على هذه الواقعة قائلاً : لقد اعترفنا بدولة إسرائيل قبل إعلان قيامها .
    في تلك الفترة تم إنشاء الهيئة العربية الفلسطينية تحت زعامة المفتي واتخذت من القاهرة مقراً لها حتى جاءت الحقبة الناصرية والتي لايمكننا إنكار الدور المصري في احتضان ودعم القضية الفلسطينية والتضحيات التي قدمتها مصر ، واعتبرها عبدالناصر وبقية القادة العرب أنها القضية الأساسية الأولى ، ولازالت مصر حتى اليوم تلعب دوراً مفصلياً في حل مشاكل الفلسطينيين ، وهاهي اليوم تحاول استعادة وحدة الصف الفلسطيني وطي صفحة الانقسام الذي تسبب لهم فيه محور الممانعة الإيراني حيث تسعى إسرائيل إلى تكريس انفصال قطاع غزة عن القدس والضفة الغربية وإخراجه من معادلة الصراع ، الأمر الذي يتيح لها مشاريع تهويد القدس وتكريس الوقائع الاستيطانية على الأرض للقضاء على أية بارقة أمل واقعية لبناء دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة في الأمد المنظور .
    نعم ، كانت قضية فلسطين بالنسبة للمصريين شغلهم الشاغل منذ البداية ، حتى أن المظاهرات والاضرابات فيها لم تتوقف منذ بداية الثورة الفلسطينية ، وكذلك فإن دور المملكة العربية السعودية لايقل عن دور مصر حيث احتضنت المملكة حركة فتح ومنظمة التحرير منذ البداية وأمدتها بالمال والسلاح ، وإن ننسى فلا ننسى دور الملك فيصل 1973 في قطعه إمدادات النفط عن الغرب ، السبب الذي أدى إلى اغتياله وكذلك كان دور سورية العربية حتى عام 1970 .
    إن الشعب الفلسطيني سيكون الخاسر الأكبر إذا هو انجر إلى الانقسامات المحورية العربية والاقليمية ، وإذا استمر التشكيك في شرعية منظمة التحرير ومكانتها التمثيلية ، لقد كانت طهران تتوقع في معركة غزّة نصراً قريباً على مصر وهو مالم يتحقق لها رغم دعوات أمين عام حزبها في لبنان للشعب والجيش المصري للانتفاضة على حكامه بل على العكس ، فإن مصر اليوم خرجت بعد المعركة أقوى من السابق واستطاعت في أن تجمع في شرم الشيخ قادة أوروبا الذين سبق وأن بدّلوا مواقفهم من سوريا .
    وهاهي اليوم تجمع قادة كل الفصائل الفلسطينية لحوار وطني شامل لايقوم على تقاسم النفوذ والحصص مثلما حدث في اتفاق مكة الذي حولته حماس إلى حرب أهلية داخلية ومثل الحرب الشرسة على غزة ، وكانت بالنسبة لها مجرد إطلاق الصورايخ بينما أوقعت ضربات هذه الحرب مئات القتلى وآلاف الجرحى في الشعب الفلسطيني ناهيك عن الدمار الكبير في الممتلكات وتأثير ذلك على المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .
    دور الطالب في دعم القضية الفلسطينية:
    أولاً : التوبة و مراجعة النفس، والرجوع الصادق إلى القرآن والسنة ،ومنهج سلف هذه الأمة .
    ثانياً : الإعداد النفسي للجهاد في سبيل الله ،وذلك بكثرة الحديث عن الجهاد وقصص الشجاعة والبطولة ،والعزة والشهادة ،ومن المهم جداً أن نفقه جيداً أحكام ومسائل الجهاد وأنه ليس مجرد حماس وعواطف واجتهاد أفراد ،وأن المعركة ليست قوة عسكرية فقط خاصة في هذا الزمن زمن الضعف والفرقة ،بل إن اليهود أنفسهم لم يفرضوا قوتهم الحربية إلا بعد سعي طويل من فرض هيمنة إقتصادية وإعلامية ،وينبغي أن نذكر هنا أن التعادل في التفوق التقني بين المسلمين وأعدائهم ليس شرطاً في النصر، فلا يخوفنا الشيطان بكثرة سلاح العدو وتنوعه وتعقُّد تقنيته وتحكُّمه في الإعلام، ودعمه من قبل القوى الكبرى؛ لكن علينا أن نأخذ بالأسباب المادية والشرعية فالله جعل شرط النصر واحداً فقط، وهو أن ننصره. أما عن العتاد والعدة فقال: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ } [الأنفال: 60] فالتكافؤ في الإمكانات المادية والبشرية ليس شرطاً للنصر، وشواهد التاريخ من عصر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى فترة قريبة أوضح من أن تذكر . لنتذكر دائماً أن الجهاد في سبيل الله أنواع فمن لم يستطع بنفسه فبماله وقلمه أو بكلمته وبعلمه وتخصصه ،ولو بهمه وحرقته ودعائه وقنوته .
    ثالثاً : مواصلة الجهاد بالمال دون ملل بل و السعي بوقف أوقاف على الأقصى وفلسطين ونصرة القضية ، فالطريق شاق وطويل ،ويحتاج للمال الكثير ،ولذا فقد استطاع المسلمون الأوائل الحفاظ على الكثير من مقدساتهم وتراثهم العلمي بالأوقاف والتشجيع عليها . والجهاد بالمال أحياناً أعظم من الجهاد بالنفس لأن بذل المال الكثير يكون نفعه متعدياً ونفع جهاد النفس يكون مقصوراً على صاحبه أحياناً .
    رابعاً : الوقوف الحقيقي بكل قوة مع الشعب الفلسطيني المقهور المظلوم الذي صودرت حريته داخل أرضه, وأن نمده إمدادًا متواصلاً بكل شيء وخاصة وسائل الدعوة إلى الله من كتب وأشرطة ومال وكل ما يحتاجونه في جهادهم مع اليهود, وأن نحرص على إبقاء هذا الشعب شوكة في حلق اليهود في الأرض المحتلة ,وأن نحافظ وندعم تماسكه ووحدته والتي راهن عليها الساسة اليهود ،لكن رجاحة العقل والحكمة عند قادة الجهاد رغم تعدد الأحزاب أربكت الصهيونة العالمية . إننا نتساءل عن دور التجار وأصحاب الأموال في دعمهم لقضية فلسطين وكثيرٌ منهم قد تجمعت أموالهم وتراكمت من خلال الأسهم والبنوك, وإخوانهم في أشد حاجة إليها, فأصبح كثير من المال الإسلامي طاقة مهدرة تُحركها بنوكُ الغرب ومصارفه .
    خامساً: من أهم الوسائل للنصرة : الدعـــاء ،ولو لم يكن في فضله إلا هذه الآية لكفى: " قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ.."الفرقان، فما أقواه من سلاح إذا كان من قلب قوي موقن بالإجابة ،وما أجمل الدعاء إذا امتزج بالسعي والعمل ،والخضوع والانكسار ،وما أجمل انتهاز فرص أوقات الإجابة،فياكل مسلم أنت مطالب بالدعاء لإخوانك، والتضرع والإلحاح،دعاء يتحرك له القلب قبل أن يلهج به اللسان ، دعاء القلب الذي يعتصره الألم ، ويُحرقه الهم للمسلمين .
    ولذا نطالب الأساتذة في كل التخصصات بحمل هم تعريف طلابهم بقضيتهم الإسلامية ،وبالذات أساتذة التاريخ والمواد الشرعية واللغة العربية ،فأين أستاذ التعبير بمطالبة الطلاب بمعرفة القضية والتعبير عنها،وعن شعورهم تجاه القضية ؟ومعلم الجغرافيا يعرض موقع فلسطين للطلاب ،ويوضح لهم كم نسبة الأ{اضي المتبقية أمام ماغتصبه اليهود المعتدين على أرض المسلمين الطاهرة .وماذا لو جعل معلم الفنية كل رسم يطالب به الطلاب ،يحكي هذه القضية من خلال رسم المسجد الأقصى الحقيقي مثلاً ،بدل التلبيس بأنه هو مسجد القبة المشهور عند الناس اليوم أنه هو الأٌقصى،وأيضاً من خلال رسم وتصوير للهم الذي يعتلج في ذهن الطالب، ورسم بعض الرسومات التي تعبر عن عزة وقوة المسلمين وأن النصر والتمكين لهم مهما طال الزمن ،وأين دور النشاط اللامنهجي عن المسابقات والندوات عن القضية ،فمثلاً مسابقة وجائزة على أفضل ثلاثة افكار أو ثلاث وسائل لنصرة المسلمين في فلسطين، وأيضاً دور الطلاب الكبار والصغار في الإذاعة المدرسية وذلك بغرس هذه القضية في قلوبهم وجعلها همهم الأكبر وجعل برامج الإذاعة عن القضية وواجب الطلاب ودورهم تجاه إخوانهم.كم سيكون لها أثراً في نفوس الطلاب ،وهكذا عندما يتكاتف المعلمون في جميع تخصصاتهم ، فسيكون لهذا ثمرة ناضجة ويانعة هي العداء لليهود والنصارى واليقين بنصرة الله للمسلمين، خاصة إذا حركت الهمم ووجهت العقول أن الدين سوف ينتصر على أكتافهم وسواعدهم إن شاء الله تعالى .تاسعاً ً: دور إمام المسجد:أيها الأئمة ماذا أعددتم لمساجدكم تجاه هذه القضية التي تهم العالم الإسلامي ،ماذا أعددتم للرجال الذين يلتقون خمس مرات في اليوم والليلة ، ماذا أعددتم للنساء في البيوت من خلال التوزيع الشهري، ماهو دورك معهم تجاه همهم للمسلمين ،إن مجرد حرصك على قنوت النازلة فيه تحريك للهمم ،ونصرة للقضية،إن قراءتك للأحاديث في اليهود ونصرة المسلمين في حديث العصر فيه خير كثير ،المهم أن تستشعر دورك وواجبك .أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .



    الخاتمة:-
    إننا من أجل أن نعرف كيف يتحقق النصر ، لابد أن ندرك كيف وقعت الهزيمة، ومن أجل أن نرسم طريق الخلاص لابد أن نعرف كيف حدثت المعاناة، وما بني في عشرات السنين ، لا تنتظر زواله بين غمضة عين وانتباهتها، السنن الكونية تدل على غير ذلك ، فكما أن هناك اركاناً للهدم، فهناك أسس للبناء، وما شيدته الجاهليات المتعاقبة على مرور الأزمان ، اقتضي وقتاً ليس باليسير حتى هدمه الأنبياء والمصلحون وأقاموا مكانه بناء راسخاً لا تهزه الرياح "فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً" ، "حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إنّ نصر الله قريب" ، "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً"، ومتى جاء الحق وزهق الباطل؟ بعد جهاد وصبر ومصابرة وطول معاناة.
    وسأسوق هذه الرؤية مسلسلة بنقاط مستقلة ، تؤخذ النتيجة من مجموعها لا من آحادها ، حيث يكمل بعضها بعضاً، ويأخذ بعضها برقاب بعض، وأسأل الله التوفيق والسداد، وأن يجعل لي فرقاناً ينير لي الطريق ويدلنى على مكامن القوة والضعف فيه ، لأدلّ قومي إليه فإن الرائد لا يكذب أهله.
    بحث علمى عن القضية الفلسطينية ودور مصر فى دعم فلسطين جاهز للطبع ghlasa2.gif


    المواضيع المتشابهه:


    fpe ugln uk hgrqdm hgtgs'dkdm ,],v lwv tn ]ul tgs'dk [hi. gg'fu




    لو عجبك الموضوع اضغط شير لنشر الموضوع مع اصدقائك

      أضـغط هنـآ


    من مواضيعى
    0 صور الراقصة اليسار 2024 ، صور رقص مثير اليسار 2024 ، Elissar 2024
    0 حظك اليوم الثلاثاء 24-2-2024,أبراج يوم الثلاثاء 24/2/2024, برجك اليوم 24 فبراير 2024
    0 صور فيس بوك رحيل الام ، صور عيدالام المتوفية 2024 ، صور حزينة عن الام فيسبوك 2024 - 2025
    0 كلمات اغنية دم رخيص غناء شادى سرور 2024
    0 كلمة الرئيس السيسي بعد مقتل المصريين فى ليبيا
    0 يرجى إكمال الاختبار الأمني ، طريقة حل مشكلة يرجى إكمال الاختبار الأمني 2024
    0 حظك اليوم الاحد 19-4-2024,أبراج يوم الاحد 19/4/2024, توقعات الابراج اليوم 19 ابريل 2024
    0 حظك اليوم الجمعة 26-6-2024, ابراج اليوم الجمعة 26/6/2024, توقعات الابراج اليوم 26يونيو 2024
    0 صور عيدالاضحى 2024 ، صور لعيد الاضحى 1434 ، صور عيد سعيد عيد الاضحى2025-1435
    0 توقعات الابراج برج الثور لشهر نوفمبر 2025 ، توقعات-برج-الثور2025
    0 سيرة ذاتية عن المستشار أمين المهدى وزير العدل ، محمد امين المهدى وزير العدل 2024
    0 صور حب عيد الحب 2024 - 2025 ، صور رومانسية وكلام رومانسي لعيد الحب 2024 - 2025
    0 موقع نتيجة حج القرعة 2024 / 1434 محافظة الشرقية من هنا
    0 صور رومانسية 2024 ، صور حب 2024 ، صور وكلمات رومانسية 2024 ، صور عشق وغرام 2024
    0 قصة صديق الدكتور صاحب محل الاجهزة الكهربائية والسيدة العجوز
    0 حظك اليوم برج الدلو الجمعة21-6-2024 , برج الدلو اليوم 21 يونيو 2024
    0 ملابس محجبات سعودية 2025 ، عبايات خليجية 2025 للمحجبات
    0 صور اسلامية 2024 ، صور اسلامية يوم الجمعة 2024 ، صور دينية فيس بوك 2024 - 2025
    0 صلاه الفجر من يريد الرزق والبركه فهى فى الصلاه
    0 نتيجة الصف السادس الابتدائى برقم الجلوس 2024، نتيجة الابتدائية الترم الثانى 2024
    0 معلومات مفيدة جدا 2024 - 2025 ، معلومات عامة علمية 2024 - 2025
    0 برج الميزان اليوم السبت 13-4-2024 ، حظك اليوم برج الميزان 13 ابريل 2024
    0 برج العذراء اليوم الجمعة 15-3-2024 ، حظك اليوم برج العذراء 15 مارس 2024
    0 صور بنات كول - صور بنات روشة - اجمل بنات كول
    0 حظك اليوم الاحد 1-2-2024 ، ابراج اليوم الاحد 1/2/2024 ، توقعات الابراج 1 فبراير 2024
    0 صور Baby 2024 ، صور آطفال 2024 ، اجمل أطفال2024
    0 بحث عن القران الكريم معجزة فى كل ما احتوى علية من مجالات الحياة والاعجاز فى القران الكريم
    0 صور مثيرة جدا Ayten RAdwan ، صور اغراء جسم ايتن رضوان 2024 - 2025
    0 توقعات برج العذراء شهر ديسمبر 2024 - 2025 , توقعات الابراج لشهر ديسمبر ماغي فرح برج-العذراء 2024 - 2025
    0 كلمات اغنية عمرو دياب واهي ذكريات من البوم عمرودياب2024 الليلة
    0 اشكال ركنة تصميم تركي 2018 , ركنة جديدة بشكل ايطالي 2019
    0 صور غلاف اسمك على صورة 2024 ، هبة ، ميدو ، نينو ، هاجر ، وردة ، ياسين ، جابر ، نادية ، هند ، نورة 20
    0 نكت غلاسة 2024 ، نكت ghlasa 2024 ، صور مضحكة 2024 ، نكته مصرية 2025
    0 حظك اليوم برج الحمل الاثنين 20-5-2024 , برج الحمل اليوم 20 مايو 2024
    0 انا متجوزة جوزى عن حب بس بعد الجواز اتحول لشخص تانى عايزة اطلق
    0 أجمل صور عيد ميلاد فيس بوك 2024 ، صور تورته عيدالميلاد مكتوب عليها اسمك 2024
    0 اداب الصيام ، أداب الصوم ، طرق المحافظة على الصيام فى شهر رمضان 1434 -2024
    0 صور بنات هايجة نيك ، صور بنات سحاقيات ساخنة مثيرة Sex 2024 - 2025
    0 صور تصميمات غلاف فيس بوك رومانسية جديدة 2024 ، Facebook cover 2024
    0 حادث اتوبيس الان على طريق اسكندرية القاهرة الصحراوي
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc
adv ghlasa by : ghlasa