رياحٌ وَ أمطارٌ و أجواءٌ باردةٌ
تذكرني بأيامٍ مَضَت رُبَّما لَم أدرِك إلَّا أواخرها
حيثُ كانَ الجميعُ يَجتَمِعُ حولَ مِدفأةِ الحَطَب
يُحَمِّصونَ الكَستناء و يَتسامَرون سوِّياً تَحتَ أنوارِ المصابيحِ الخافتةِ أو لَرُبَّما الشموع؛ لِعدم وجود الكهرُباء مِن سوءِ الأحوالِ الجويةِ.
أيامٌ كانت البركةُ أساسُها ... وَ المحبةُ و النقاءُ تكسوها ؛ فلا يَشعُرون بالبرد.
ألا ليتها تَعود ... وَ يَعود رِضا الرَّب علينا
و يَعودُ عِزَّنا بعد أن أضعناه بأيدينا و تركنا ما تأصَّل بنا ... مِن أجلِ أن يُقالَ عنَّا متحضرين ،
لَم نُدرِك أنَّ التَحضر يكونُ بالفكرِ و ليسَ بالمظهر العادات الراقية.
عملنا عكسِ ما يجب
تحضرنا بالتقاليد و المظاهِر و غيَّرنا بها
و بقِيَ الفكرُ على حالهِ بل أسوء .