الحُور : جمع حوراء و هى التى يكون بياض عينها شديد البياض، و سواده شديد السواد . العين : جمع عيناء ، و هى واسعة العين .
لم ينكحهن قبلهم أحد كما قال تعالى : { لَم يَطمِثهُنَّ إِنسٌ قَبلَهُم وَ لَا جَانٌّ } ( الرحمن : 74 ) . و تحدث القرآن عن جمالهن فقال : { وَ حُورُ عِينٌ * كَأمثَالِ اللُّؤلُؤِ المَكنُونِ } ( الواقعة : 22، 23 ) . و المراد بالمكنون : المُصان الذى لم يُغير صفاء لونه ضوء الشمس و لا عبث الأيدى .
قال ( صلى الله عليه وآله و سلم ) : (( صفاؤهن صفاء الدُر ( اللؤلؤ ) الذى فى الأصداف الذى لم تمسه الأيدى )) .
كما شبههن الله تعالى فى موضع آخر بالياقوت و المرجان: { كَأنَّّهُنَّ اليَاقُوتَ وَ المَرجَانُ } ( الرحمن : 58 ) . و الياقوت و المرجان : حجران كريمان لهما منظر حسن بديع ، و شبههن بالياقوت لصفاء لونهن ، و بالمرجان لشدة بياضهن .
و قد وصف الله الحُور بأنهن قاصرات الطرف ، و هُن اللواتى قصرن نظرهن على أزواجهن ، فلم تطمح أنظارهن إلى النظر لغير أزواجهن .
و قد شهد الله سبحانه للحُور بالحُسن و الجمال ، و حسبك أن الله شهد بهذا ليكون قد بلغ غاية الحُسن و الجمال : { فِيهِنَّ خَيرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* حُورٌ مَقصُورَاتٌ فِى الخِيَامِ } ( الرحمن : 70 : 72 ) .
و قد قال الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه وآله و سلم ) فى وصف جمال الحُور العين : (( و لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما و لملأته ريحاً ، و لنصيفها على رأسها ( أى خمارها ) خيرٌ من الدنيا و ما فيها )) .
كما قال عليه أفضل الصلاة و السلام : (( لو أن حوراء بصقت فى سبعة أبحر لعذِبت البحار من عذوبة فمها ، و خُلق الحور العين من الزعفران )) .
كما قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ): (( يسطع نورٌ فى الجنة فرفعوا رءوسهم فإذا هو من ثغر ( فم ) حوراء ، ضحكت فى وجه زوجها )) .
و قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : (( إن أزواج أهل الجنة ليُغَنّين لأزواجهُن بأحسن أصواتٍ ماسمعها أحدٌ قط )) ، إنَّ مما يُغنين به : نحن الخيرات الحسان ، أزواجُ قومٍ كرام . ينظرون بقُرَّةِ أعين ، و إنَّ مما يُغنين به : نحن الخالداتُ فلا نمُتنه ، نحن الآمنات فلا نَخفْنَه ، نحن المقيمات فلا نظعنْه ( نرحلن ) ))