Thread Back Search




›› ›› ›› ››



بحث علمى عن دعائم بناء المجتمع المتقدم النظام والانضباط ومراعاة الحقوق والواجبات

اضافه رد
  • 02-24-2024 | 06:05 AM
  • ghlasa



  • بحث علمى عن دعائم بناء المجتمع المتقدم النظام والانضباط ومراعاة الحقوق والواجبات


    العالم قد أصبح كأنه بيئة واحدة ، أو غرفة واحدة ، أو قرية واحدة ، والمشكلات أصبحت كثيرة - شئنا أم أبينا - سواء على المستوى المجتمع الكبير ، أو المجتمع الصغير ، على مستوى الأسرة ، وعلى المدينة ، أو القرية ، أو المجتمع كله .

    فنحن نعيش مشكلات كثيرة ، من أخطرها ما يسمى بالعنف الأسري ، ونحن نريد أن نتكلم عن أسس بناء المجمتع ، بحيث إذا أتقناها على جهة صحيحة استطعنا أن ننظر في حاجة المجتمع ، وأوجه النقص في أي عنصر من هذه العناصر .
    فعوامل بناء المجتمع هي : الإيمان بالله - عز وجل - بكل ما تعنيه الكلمة ، وشعائر العبادة ، والعلم ، والأخلاق ، والمال ، والحوار - أو الشورى - وسوف أتكلم عن الشورى باعتبارها ميدان الحوار ، والعدل ، والاعتراف بالحقوق وأدائها .
    هذه هي المقومات التي يبنى عليها المجتمع ، لذا فعلينا أن ننظر إلى مدى وجود هذه المقومات في المجتمع ، وتحققها على وجه صحيح ، فإذا وجدت ، انسجم المجتمع ، وأصبحت لبناته منسجمة ، أو متراصة ، فيعيش حياة مطمئنة .
    الإيمان
    فالإيمان : لا شك أنه هو المنطلق ، وهو الأساس والمرتكز ، و يكفي أن نشير للإيمان بما يمتلئ به قلب العبد من اليقين والرضا ، والاعتماد على الله - عز وجل - والتوكل عليه ، والاستعانة به ، وتفويض جميع الأمور إليه ، بمعنى أنه ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك .
    فهذه القواعد ، وهذه المبادئ ، إذا وجدت في قلب الفرد والمجتمع ، استقر كثيرا ، قال – تعالى - ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [ سورة الرعد : الآية 28 ] .
    فأول ما يؤسس الطمأنينة ، هو الإيمان بالله - عز وجل – ثم يأتي بعد ذلك فروع الإيمان ، الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر ، خيره وشره ، واليوم الآخر ، إلى آخر شعب الإيمان ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : « الإيمان بِضع وسبعون - أو بضع وستون - شعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان » (1) .
    حتى إماطة الأذى عن الطريق ، لها مدخل في الإيمان ، يكفي أن نعلم ضرورة وجود الإيمان الصحيح - عند الفرد والمجتمع - حتى يطمئن ، وحتى يستقر ، ولهذا قال - سبحانه - ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [ سورة النحل : الآية 97 ] ، فالحياة الطيبة ، والاستقرار في المجتمع ، لا يأتيان إلا بوجود الإيمان ، كما قال - سبحانه - في سورة العصر ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [ سورة العصر : الآية 1-3 ] .
    العبادات
    والأمر الثاني هو شعائر العبادات ، فلا بد أن يقيم الناس العبادات التي أمرهم الله – عز وجل – بها ، فإذا لم يقم المجتمع هذه العبادات ، فلا بد أن يحدث خلل في المجتمع .
    وأهم هذه العبادات - بعد الشهادتين - هي الصلاة ، والصلاة لا بد أن تظهر في الأمة ، والصلاة شعارها الأذان ، والأذان من شعائر الإسلام ، ولا بد أن يظهر ، فأنا أوردت الصلاة على أنها نموذج .
    ثم يأتي بعد ذلك الزكاة والصيام والحج ، ثم العبادات الأخرى ، لكن من أظهرها الصلاة ، فلا بد أن تظهر شعائر العبادات في الأمة ، ولهذا قال - سبحانه - ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [ سورة النحل : الآية 97 ] ، وأوضح مظاهر الأعمال الصالحة هي العبادات .
    الأخلاق
    ومن عوامل البناء في المجتمع ، الأخلاق ، والأخلاق بابها واسع ، والحديث عنها طويل ، لكن لو تحدثنا فقط عن الصدق وحده ، لو تحقق في الأمة ، لكان لها شأن عظيم ، وتأملوا قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا » (2) .
    فالصدق مظهر من مظاهر الأخلاق ، ولا يمكن أن يستقيم المجتمع حتى تظهر فيه هذه الأخلاق ، من الصدق والصبر والحلم ، ومن الوفاء ، إلى آخر هذه الأخلاق الحسنة التي حثنا الإسلام عليها .
    العلم
    ومن عوامل البناء في المجتمع ، العلم ، إذ لا يتصور أن تقوم أمة بغير علم ، ولهذا قيل :
    بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لم يُبن ملك على جهل وإقلال
    فالعلم لا بد منه ، والعلم درجات وأحوال ، فيه ما هو فرض عين ، وفيه ما هو فرض كفاية ، ونحن هنا لا نتكلم عن هذا ولا ذاك ، بل نتكلم عن أن الإنسان لا يجوز له أن يأتي شيئا إلا عن علم ، على حد قوله - سبحانه - ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ [ سورة الإسراء : الآية 36 ] ، فهذا هو الذي يبني المجتمع ، لا بد أن يكون عندنا علم ، فكلما زاد علم الإنسان ، أصبح مهذبا ، وأصبح لبنة صالحة ، والمجتمع كذلك .
    المال
    ومن عوامل البناء في المجتمع ، المال ، وفي الحقيقة هناك قصور ، أو تقصير ، في النظر للمال ، فلو تأملتم كتاب الله - عز وجل - وحديثه عن المال ، لغيرنا نظرتنا إليه ، فأول سورة مكية نزلت ، جاء فيها ذكر المال ، قال – تعالى - ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى ﴾ [ سورة العلق : الآية 6-7 ] .
    ولا تكاد سورة مكية تخلو من حديث عن المال ، ناهيك عن السور المدنية ، في أحكام المال ، والكسب والإنفاق ، إلى آخره ، لأن الله - سبحانه وتعالى - حينما استخلف آدم وبنيه في هذه الأرض ، وطلب منه عمارتها ، جعل وسيلة العمارة ، هي المال ، ولهذا قال - سبحانه - ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا ﴾ [ سورة النساء : الآية 5 ] ، وقياما ، أي تقوم بها حياتك ، فلا يتصور أن تقوم أمة بلا مال .
    ومفهوم الزهد والورع ينبغي أن يحرر ، فلا شك أن الزهد حق ، والورع حق ، لكن ليس المراد أن تكون فقيرا ، ولا أن تكون زاهدا ، بحيث تهمل أهلك وأولادك ، بل الله - عز وجل - قال ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ ﴾ [ سورة الطلاق : الآية 7 ] .
    فلا تقوم الحياة إلا بالمال ، ولا يقوم المجتمع إلا بالمال ، ولا تقوم الأسرة إلا بالمال ، بل إن فلاح الأسرة بالإنفاق ، وليس في التقتير ، بل أنا لا أرى أن المال يفسد الإنسان ، فهذا غير صحيح ، فالذي يفسده هو الإسراف ، أو التقتير ، أما الإنفاق فهو مطلوب .
    نحن نحتاج إلى إعادة النظر في مفهوم وظيفة المال ، ومفهوم الفقر ، ومفهوم الزهد ، ومفهوم الورع ، ولهذا لا يتصور أن يقوم المجتمع من غير مال ، لكن لا بد أن يكون المال من حلال ، وإنفاقه في حلال ، ولا شك أن أكل الأموال بالباطل ، بالربا ، أو بالغش ، أو ما إلى ذلك لا يجوز ، بل هذا يهدم المجتمع
    الشورى
    ومن عوامل البناء في المجتمع ، الشورى ، وهو الحوار ، فلا يتصور أن يقوم المجتمع على وجهه ما لم يَسُد فيه مبدأ الشورى ، وليس المراد بالشورى ، ذلك المجلس السياسي ، أو مجلس البرلمان ، بل المقصود الشورى في الأمة كلها ، قال الله - عز وجل - ﴿ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [ سورة الشورى : الآية 36-43 ] ، هذه الآيات من سورة الشورى ، وهي مكية ، وكلها تؤكد ما قلت من مقومات المجتمع ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [ سورة القصص : الآية 60 ] ، وقول - سبحانه - ﴿ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ ليس في الآخرة فقط ، بل هو خير في الدنيا كذلك ، والله عنده خير الدنيا والآخرة ، لكن الحياة الحقيقية هي التي أعدها الله – عز وجل – لعباده الموحدين ، في الجنة ، ﴿ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ .
    لاحظ أن الله - عز وجل - قال ﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ﴾ [ سورة الشورى : الآية 38 ] ، فالعلماء يقولون : إن "أمر" كلمة عامة ، يعني شأنهم كلهم شورى ، فلم يقل : حكمهم شورى .
    وقال - سبحانه - في سورة آل عمران ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [ سورة آل عمران : الآية 159 ] ، يعني في الشأن ، فكل شيء ينبغي أن تدخله الشورى ، وحينما أقول شورى ، فإني أعني بذلك الحوار .
    الكلام عن الشورى
    الشورى بمعنى التشاور ، فعندما نقول شورى ، فإننا نعني التشاور ، فحينما يقول - سبحانه وتعالى - ﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ﴾ [ سورة الشورى : الآية 38 ] ، فإن هذا يعني أنهم كانوا لا يبرمون أمرا إلا بعد محاورة ، والشورى - كما قلت - ليست مقصورة على الحكام ، أو على ساسة الأمة ، بل الشورى تكون في كل الأمور ، ألم يقل الله - عز وجل - ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ﴾ [ سورة البقرة : الآية 233 ] .
    فهنا شورى بين الزوج والزوجة ، في فطام ابنهما ، وقد أخبر الله - عز وجل - أنه لا يكون إلا عن طريق تراضٍ وتشاور ، فالله يريد في العلاقات بين الزوجين أن يسودها الرضا والتشاور .
    ويقول – تعالى - ﴿ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَائْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ﴾ [ سورة الطلاق : الآية 6 ] ، وائتمروا : يعني تفاهموا ، يعني تشاوروا ، يعني تحاوروا بمعروف ، بعدل برحمة ، بفهم بموازين عادلة ، مع احترام العادات الحميدة ، وائتمروا : خطاب للأزواج ، وفيه كيف يكون هذا الحوار ﴿ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ﴾ ، فينبغي أن يكون هناك تفاهم ، ولهذا قال ﴿ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ ﴾ [ سورة الطلاق : الآية 6 ] ، والفعل تعاسرتم - كما يقول اللغويون - : فعل مشاركة ، بمعنى أن هناك مشاركة بين الزوجين في هذا الفعل .
    فالشورى أساسية في بناء المجتمع ، وفي بناء البيت ، فحينما ننظر إلى مثل قوله - سبحانه - ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [ سورة النور : الآية 62-63 ] ، نجد فيه تنظيما للاجتماع ، فلا بد أن يكون فيه تشاور ، وخصوصا إذا كان في بحث أمور تهم الأمة .



    وقوله ﴿ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ ﴾ أي أمر يهم الأمة .
    وقوله ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ﴾ [ سورة النور : الآية 62 ] يفيد أنهم مجتمعون ، ويفيد أنهم يتشاورون ، ويفيد أنهم يبحثون أمورهم بشكل جماعي .
    العدل
    ومن عوامل البناء في المجتمع ، العدل ، والعدل مفهومه واسع ، قال – تعالى - ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾ [ سورة النحل : الآية 90 ] ، وقال ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ﴾ [ سورة الأنعام : الآية 152 ] ، وقال ﴿ كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ﴾ [ سورة المائدة : الآية 8 ] ، وقال ﴿ كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ﴾ [ سورة النساء : الآية 135 ] ، فإذا لم يسد العدل في الأمة ، وقابله الظلم ، انهدم المجتمع ، فلا بد من العدل على مستوى الأسرة ، وعلى مستوى الحكم ، وفي كل المعاملات .
    الاعتراف بالحقوق وأداؤها
    ومن وسائل البناء ، الاعتراف بالحقوق وأداؤها ، فيجب أن نعترف بحقوق الناس ، حق الجار ، حق الوالد ، حق الأم ، حق الأخ ، حق الصغير ، حق الكبير ، حق ولي الأمر


    بحث علمى عن  دعائم بناء المجتمع المتقدم النظام والانضباط ومراعاة الحقوق والواجبات wink.gif


    المواضيع المتشابهه:


    fpe ugln uk ]uhzl fkhx hgl[jlu hgljr]l hgk/hl ,hghkqfh' ,lvhuhm hgpr,r ,hg,h[fhj




    لو عجبك الموضوع اضغط شير لنشر الموضوع مع اصدقائك

      أضـغط هنـآ


    من مواضيعى
    0 النائب محمد عبدالله زين الدين يتهم الحكومة بانها تعمل ضد مصلحة الشعب
    0 صورة اجمل طفلة فى العالم 2024 ، صور اطفال 2025
    0 حظك اليوم الخميس 5-5-2024 - 2025 ، ابراج اليوم الخميس 5/5/2024 - 2025 ، توقعات الابراج اليوم 5 مايو2024 - 2025
    0 حظك اليوم الاربعاء 4-11-2024 , ابراج مكتوب اليوم الاربعاء 4/11/2024 , توقعات الابراج اليوم 4نوفمبر 2
    0 توقعات الابراج لشهر ابريل برج الثور 2024 ، توقعات ماغى فرح لبرج الثور شهر ابريل 2024
    0 شقة للبيع فى المندرة بالصور ، صور شقة فى اسكندرية المندره
    0 صور فرحة العيد تكتمل مع آسمك , رامز , رامي , رباح , رضوان , رفيق , رياض , زغلول , زين , سالم
    0 حظك اليوم برج الاسد الاربعاء 12-6-2024 , برج الاسد اليوم 12 يونيو 2024
    0 صور رومانسية فيس بوك مكتوب عليها كلمات غرام وعشق وشوق للعشاق
    0 صور اجمل بنوتة عسولة ، اجمل صور اطفال بنات جميلة
    0 حظك اليوم برج الجدي السبت15-6-2024 , برج الجدي اليوم 15 يونيو 2024
    0 اسماء المحافظين ، تعرف على اسماء المحافظين فى مصر اليوم 15-6-2024
    0 صور رومانسية ساخنة مثيرة 2024 - 2025 ، صور جماع بين الازواج على الفراش 2024 - 2025
    0 توقعات الابراج برج الثور شهر مارس 2025 ، توقعات برج الثور ماغى فرح شهر مارس 2025
    0 صور غلاف فيسبوك حزين 2024 ، كفرات فيس بوك حزينة ، غلاف_فيس_بوك2024
    0 حظك اليوم الاحد 13-4-2025، ابراج اليوم الاحد13/4/2025,حظك اليوم الاحد 13ابريل 2025
    0 حظك اليوم الثلاثاء 13-1-2024 ، ابراج اليوم الثلاثاء 13/1/2024 ، توقعات الابراج 13 يناير 2024
    0 سعر طن الاسمنت اليوم الاحد5مايو2024 ، سعر طن الحديد اليوم الاحد5-5-2024
    0 صور وموصفات وسعر سيارة نيسان جي تي ار 2024 ، Nissan GTR 2024
    0 حظك اليوم السبت 5-11-2024 - 2025 , ابراج يوم السبت 5/11/2024 - 2025 , توقعات الابراج اليوم 5 نوفمبر 2024 - 2025
    0 توقعات برج الجدي لشهر مارس 2024 ، توقعات الابراج برج الجدي شهر أذار لعام 2024
    0 توقعات الابراج السنوية لعام 2024 / 2025 , توقعات الأبراج لسنة 2024 / 2025 بالتفصيل
    0 صور حب رومانسية جديدة 2024 ، Photo romantic love new 2024
    0 توقعات الابراج برج الحوت شهر شباط 2024 ، برج-الحوت شهرفبراير2024
    0 صور بنات كول 2025 ، صور بنات ايمو 2025 ، بنات روشة كول 2025
    0 توقعات برج الحوت الاحد 17 مارس 2024, حظك اليوم الاحد 17-3-2024
    0 حلاق يطعن زبون بسبب ثمن الحلاقة ، خاف على دقنك من الحلاق
    0 صور مسلسل حريم السلطان ، صور هويام والسلطان سليمان 2024
    0 صور رومانسية فيس بوك 2024 ، صور عشق غرام حب للفيس بوك 2024
    0 نكت مصرية الحرامى والعجوزة نكتة مضحكة جدا
    0 رسائل كل عام وانتم بخير رمضان كريم 2024-1434
    0 توقعات الابراج برج العذراء لشهر اكتوبر 2024 , توقعات برج العذراء شهر اكتوبر لعام 2024
    0 برج الجوزاء اليوم الاثنين 15-4-2024 ، حظك اليوم برج الجوزاء 15 ابريل 2024
    0 اجمل صور بنات كول للفيس بوك 2024 ، صور اجمل البنات فيسبوك 2024 - 2025
    0 حظك اليوم الاربعاء 18-9-2024, ابراج اليوم الاربعاء 18/9/2024, برجك اليوم 18 سبتمبر 2024
    0 صور حب جميلة جدا 2024 ، صور رومانسية خطيرة و كلمات شعر اشعار رومنسية 2024
    0 طريقة لسرقة السيارات 2024 ، نصيحة لعدم سرقة العربية فى مصر 2024
    0 توقعات برج الحوت لشهر ديسمبر 2024 / 2025 , توقعات الابراج شهر ديسمبر لبرج الحوت 2024 / 2025
    0 حظك اليوم الثلاثاء 22-12-2024, ابراج مكتوب اليوم الثلاثاء 22/12/2024, توقعات الابراج اليوم 22سبتمبر
    0 صور موديلز اغراء عارية الصدر Adrienn Levai للكبار فقط
  • 02-24-2024 | 05:29 PM
  • الورد الابيض
  • مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور

  • 02-24-2024 | 06:44 PM
  • hanon
  • مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووور

  • 02-25-2024 | 09:05 PM
  • احمد
  • شكرااااااااااااااااااااااا

  • 02-25-2024 | 09:21 PM
  • Ssabba
  • شكررررررررررررررررررا

  • 02-26-2024 | 09:50 PM
  • dar
  • ممتاز وجزاكم الله خير

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc
adv ghlasa by : ghlasa