فى نقابة الاطباء لوحة رخام، عليها أسامى شهداء حرب اكتوبر، من الاطباء، لوحة رخام صامتة، لا تنطق، ولا تتكلم، لانها حجر، لكن مجرد ان تنظر، وتقرأ الاسماء، ستعرف ان الحجر، احياناً، يكون معبراً أكثر من البشر، البعض ينكر على الاقباط حقهم فى الدفاع عن الوطن، والبعض يظن ان الاقباط ناقصى أهلية، او انهم اهل ذمة، والبعض ينسى اى دور وطني للأقباط، ويحصرهم فى قضايا الفتنة، وربما الجزية، تعالوا اسمعوا اللوحة الرخام، واستوعبوا دروس التاريخ، لو صمتوا، ستتكلم الحجارة، اقرأوا الأسامي .. أسامى شباب مصر اللى ضحى بحياته، من اجل كل ذرة تراب مصرية .. شباب الاطباء، المجند اللى ضحى من اجل الوطن، فى حرب اكتوبر ١٩٧٣، نصف الاسماء اقباط، ونصفها مسلمين، والكل "مصريين"، لم يختار العدو من يقتله .. لم تميز رصاصاته بين مسلم، او مسيحي، والبعض من أبناء الوطن، يريد ان يفرق ... فى كل وقت، شارك الاقباط فى الدفاع عن الوطن، ولم يقل احد نحن أقلية، على الرغم من ان البعض يريد ان يصنف الاقباط كذلك، لغرض فى نفسه، وللانتقاص من حقوق الاقباط، اللوحة فيها الاقباط الشهداء، عددهم زى إخوانهم المسلمين، ويمكن اكتر ... رسالة لكل من يقول ان نسبة الاقباط ٦ فى المية، واللا ١٠ فى المية، واللا تطرف، فأنكر وجود اقباط اساسا .. ان حب الوطن ليس بالكم .. وخدمة الوطن ليست بالعدد .. والحقوق كذلك ليست بالوزن، اقرأوا اليافطة الرخام، وأسكتوا ألسنة الفتنة، مش هتقدروا تقسموا مصر، رسالة من لافتة رخام، للإخوان المتأسلمين، والمتطرفين، هؤلاء يا سادة شباب قدموا حياتهم من اجل مصر
لا يمكن لأحد أن يخرج الإيمان من معادلة الحرب بيننا وبين العدو ، نحن من غير إيمان لا نساوى شيئا ، لا بد أن نربى قواتنا المسلحة من أصغر جندى لأكبر قائد على ذلك ..
كنت أقول للجنود أثناء التدريبات وعلى الجبهة : يستحيل أن يهزم جيش يهتف أثناء المعركة " الله أكبـــر"
الفريق سعد الدين الشاذلي رحمه الله
الصورة للشهيد عبد المنعم رياض مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تحية لشهداء القوات المسلحة البواسل ، وللشهيد عبد المنعم رياض .
" لحظة عبور قوات الجيش المصري "
صباح النصر و العزة و الكرامة و تحية لأرواح شهداء حرب اكتوبر
1973 و من سبقهم ممن سقطوا في حروب الإستنزاف .
الشهيد محمد محمد زرد ضابط مصري قاد وحدته للاستيلاء علي النقطة 149 أثناء حرب أكتوبر، وأسر 20 إسرائيليا، وتحامل علي نفسه حتي رفع علم مصر رغم اصابته برصاصتين في بطنه خلال المعركة التي استخدم فيها السلاح الأبيض.
أسطورة العمليات الخاصة إبراهيم الرفاعى.
قصة الثغرة واستشهاد إبراهيم الرفاعي، كما يرويها أحد أبطال مجموعته..
ويحكي أبو الحسن قصة الثغرة واستشهاد العميد أركان حرب / إبراهيم الرفاعي فيقول:
كنا بعد كل عملية كأننا نولد من جديد فكنا ننزل في أجازة ولكن بعد الثغرة عدنا إلي مقرنا وتوقعنا أن نحصل علي أجازة ولكننا وجدنا الرفاعي وقد سبقنا وفوجئنا أن هناك سلاح تم صرفه لنا وكله مضاد للدبابات وكانت الأوامر أن نحمل السلاح علي السيارات ونعود مرة أخرى إلى الإسماعيلية.
ودخلنا الإسماعيلية ورأينا الأهوال مما كان يفعله الإسرائيليين بجنودنا من الذبح وفتح البطون والعبور فوق الجثث بالدبابات، وكان العائدون من الثغرة يسألوننا أنتمرايحين فين وكنا نسأل أنفسنا هذا السؤال وكنت أجلس في آخر سيارة وكانت سيارة (الذخيرة) وكان ذلك خطر لأن أي كمين يقوم بالتركيز علي أول سيارة وآخر سيارة.
ورأي أحد السائقين 3 مواسير دبابات إسرائيلية تختفي وراء تبة رمال وكانوا ينتظروننا بعد أن رأونا وكنا متجهين لمطار فايد، وأبلغنا السائق باللاسلكي وصدرت الأوامر بالتراجع فنزلت من السيارة بسرعة لأننا كنا نسير فوق (مدق) وحوله رمال وكان الإسرائيليون يزرعون الألغام بتلك الرمال فحاولت توجيه السائق حتى لا ينزل إلي الرمال وهو يدور بالسيارة ولكن السائق رجع بظهره بسرعة ووراؤه بقية السيارات وعدنا للإسماعيلية وجاء أمر لنا بأن نعود لفايد مرة أخري فعدنا وودعنا بعضنا قبل الدخول لأننا أيقننا أن داخلين علي الموت.
ودخلت السيارات تحت الشجر وترجلنا ومعنا أسلحتنا وقررنا أن نفعل شئ ذو قيمة قبل أن نموت وفوجئ اليهود بما ليس في بالهم وبدأنا في التدمير و(هجنا هياج الموت) وصعد أربعة منا فوق قواعد الصواريخ وكان الرفاعي من ضمننا وبدأنا في ضرب دبابات العدو وبدأوا هم يبحثوا عن قائدنا حتى لاحظوا أن الرفاعي يعلق برقبته ثلاثة أجهزة اتصال فعرفوا أنه القائد وأخرجوا مجموعة كاملة من المدفعية ورأيناهم فقفزت من فوق قاعدة الصواريخ وقفز زملائي ولم يقفز الرفاعي.
وحاولت أن أسحب يده ليقفز ولكنه (زغدني) ورفض أن يقفز وظل يضرب في الإسرائيليين حتى أصابته شظية فأنزلناه وطلبنا أن تحضر لنا سيارة عن طريق اللاسلكي وكنا نشك أن أي سائق سيحضر ولكن سائق اسمه سليم حضر بسرعة بالسيارة ووضعنا الرفاعي فيها ولكن السيارة غرزت في الرمال فنزل السائق وزميله لدفعها وقدتها ودارت السيارة ولم أتوقف حتى يركبوا معي من شدة الضرب الموجه لنا.
فتعلقوا في السيارة وسحبتهم ورائي، وكان الرفاعي عادة ما يرتدي حذاء ذا لون مختلف عن بقية المجموعة وعندما رأي زملاؤنا حذاؤه أبلغوا باللاسلكي أن الرفاعي أصيب وسمعهم اليهود وعرفوا الخبر وكانت فرحتهم لا توصف حتى أنهم أطلقوا الهاونات الكاشفة احتفالاً بالمناسبة.
وذهبنا به لمستشفي الجلاء وحضر الطبيب وكانت الدماء تملأ صدره وقال لنا (أدخلوا أبوكم) فأدخلناه غرفة العمليات ورفضنا أن نخرج فنهرنا الطبيب فطلبنا منه أن ننظر إليه قبل أن نخرج فقال أمامكم دقيقة واحدة فدخلنا إليه وقبلته في جبهته وأخذت مسدسه ومفاتيحه ومحفظته ولم نستطع أن نتماسك لأننا علمنا أن الرفاعي استشهد.
وكان يوم جمعة يوم 27 رمضان في التاسع عشر من اكتوبر وكان صائماً فقد كان رحمة الله يأمرنا بالإفطار ويرفض أن يفطر وقد تسلمنا جثته بعد ثلاثة أيام وفي حياتنا لم نر ميت يظل جسمه دافئاً بعد وفاته بثلاثة أيام وتنبعث منه رائحة المسك .
رحم الله البطل إبراهيم الرفاعي.