٨- قال ﷺ
(( من لــزم الاستغفار جــعل الله لـه من كل هم فـرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ))
٩- قال ﷺ (( من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فارا من الزحف ))
أقوال الصالحين
١- فقد قال ابن القيم
رحمه الله إنَّ إبليس قال: أهلكت بني آدم بالذنوب وأهلكوني بالاستغفار وبـ لا إله إلا الله فلمَّا رأيتُ ذلك بثَثْت فيهم الأهواء، فهم يُذنِبون ولا يتوبون لأنَّهم يحسَبُون أنهم يُحسِنون صنعًا
مفتاح دار السعادة(1/158)
٢- فهذا شيخ الإسلام ابن تيميَّة
كما يقول تلميذه ابن القيِّم رحمه الله وشَهِدتُ شيخَ الإسلام ابنَ تيميَّة رحمه الله إذا أعيَته المسائل واستعصَتْ عليه فَرَّ منها إلى التوبة والاستغفار والاستعانة بالله واللجوء إليه، واستِنزال الصوابِ من عنده، والاستفتاح من خَزائن رحمته فقلَّما يلبَثُ المددُ الإلهي أنْ يَتتابَع عليه مَدًّا وتَزدلِف الفتوحات الإلهيَّة إليه بأيَّتهنَّ يبدأ
إعلام الموقعين (4/ 172)
٣- يقول المناوي رحمه الله
قال الحكيم: وأشار بالإكثار إلى أنَّ الآدمي لا يخلو من ذنب أو عيب ساعة فساعة والعذاب عَذابان: أدنى وأكبر فالأدنى عذاب الذنوب والعيوب، فإذا كان العبد مستيقظًا على نفسه فكلَّما أذنب أو أعتب أتبعهما استغفارًا فلم يبقَ في وبالها وعَذابها وإذا لها عن الاستغفار تراكمتْ ذنوبُه فجاءت الهموم والضِّيق والعسر والعَناء والتَّعب، فهذا عذابه الأدنى وفي الآخِرة عذاب النار وإذا استغفر تنصَّل من الهمِّ فصار له من الهُموم فرجًا، ومن الضيق مخرجًا ورزَقَه من حيث لا يحتسب
فيض القدير (6/82)
٤- يقول ابن القيم
رحمه الله -فالمعاصي والفَساد تُوجِب الهمَّ والغمَّ والخوف والحزن وضيق الصدر وأمراض القلب، حتى إنَّ أهلَها إذا قضوا منها أوطارهم وسئمَتْها نفوسُهم ارتكَبُوها دفعًا لما يجدونه في صُدورهم من الضيق والهمِّ والغمِّ وإذا كان هذا تأثير الذنوب والآثام في القلوب فلا دواءَ لها إلاَّ التوبة والاستغفار
زاد المعاد (4/208 - 209)
٥- قال أبو بكر الواسطي رحمه الله :
التأني في كل شيء حسن إلا في ثلاث خصال : عند وقت الصلاة وعند دفن الميت والتوبة عند المعصية
٦- وقال مجاهد رحمه الله :
من لم يتب إذا أمسى وإذا أصبح ، فهو من الظالمين
٧- قال أحمد بن عاصم الانطاكي :
هذه غنيمة باردة أصلح فيما بقي يغفر لك فيما مضى
٨- قال سعيد بن المسيب:
أنزل الله تعالى فإنه كان للاوابين غفورا في الرجل
٩- قال شقيق البلخي:
علامة التوبة : البكاء على ما سلف والخوف من الوقوع في الذنب وهجران إخوان السوء وملازمة الأخيار
١٠- ذكر الامام ابن القيم رحمه الله:
أن الكبيرة قد يقترن بها من الحياء والخوف والاستعظام لها ما يلحقها بالصغائر وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء وعدم المبالاة، وترك الخوف
والاستهانة بها ما يلحقها بالكبائر بل يجعلها في أعلى رتبة
أوقات الاستغفار
الاستغفار مشروع في كل وقت ولكنه يجب عند فعل الذنوب ويستحب بعد الأعمال الصالحة، كالاستغفار ثلاثاً بعد الصلاة وكالاستغفار بعد الحج وغير ذلك
ويستحب أيضاً في الأسحار لأن الله تعالى أثنى على المستغفرين في الأسحار
ألفاظ و صيغ الاستغفار
١- سيد الاستغفار وهو أفضلها، وهو أن يقول العبد: ( اللهم أنت ربي لا إله الا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنع أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )
٢- أستغفر الله
٣- رب اغفر لي
٤- ( اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )
٥- ( رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور أو التواب الرحيم )
٦ - ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )
٧ - ( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه )
من فوائد الإستغفار
١- أنه سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات :
قال ﷻ : { وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً } [ النساء110 ]
٢- أنه أمان من العقوبة والعذاب :
قال ﷻ : { وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [ الأنفال33 ]
٣- أنه سبب لتفريج الهموم وجلب الأرزاق والخروج من المضائق :
قال ﷺ : مَنْ لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ ، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً ، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ
٤- أنه سبب لنزول الغيث وتوفر المياه ، والقوة في الأرض :
قال ﷻ : { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ }
٥- أن كثرة الاستغفار والتوبة من أسباب تنزل الرحمات الإلهية والألطاف الربانية والفلاح في الدنيا والآخرة
كما قال ﷻ : لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [ النمل 46 ]
٦- أن كثرة الاستغفار في الأمة جماعات وفرادى سبب لدفع البلاء والنقم عن العباد والبلاد ورفع الفتن والمحن عن الأمم والأفراد ، لاسيما إذا صدر ذلك عن قلوب موقنة مخلصة لله مؤمنة :
قال ﷻ : { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ قال ﷻ : { وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً } [ النساء110 ]
٧- أنه سبب لنزول الغيث المدرار وحصول البركة في الأرزاق والثمار وكثرة النسل والنماء وكثرة النعم في الفيافي والقفار :
كما قال ﷻ : فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً [ نوح ]
٨- إغاظة الشيطان :
قال ﷺ : إن الشيطان قال وعزتك يا رب لا أبرح أُغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال الرب تبارك وتعالى وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني أخرجه الحاكم
١٠- أن المستغفرين أقل الناس وأخفهم أوزاراً
عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً [ رواه ابن ماجه ]