للطبع ,
منظور ,
والانتماء ,
الوطن ,
اليه ,
الدين ,
اسلامى ,
بحث ,
جاهز ,
دينى ,
رأى ,
علمى
بحث علمى اسلامى عن رأى الدين فى الوطن والانتماء اليه ، بحث عن الوطن اسلامى من منظور دينى جاهز للطبع
المحبة للأوطان والانتماء للأمة والبلدان أمر غريزي وطبيعة طبع الله النفوس عليها، وحين يولد الإنسان في أرض وينشأ فيها فيشرب ماءها ويتنفس هواءها ويحيا بين أهلها فإن فطرته تربطه بها فيحبها ويواليها، ويكفي لجرح مشاعر إنسان أن تشير بأنه لا وطن له، وقد اقترن حب الأرض بحب النفس في القرآن الكريم. قال الله - عز وجل -: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنْ اُقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ أَوْ اُخْرُجُوا مِنْ دِيَاركُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيل مِنْهُمْ} [النساء: 66].
بل ارتبط في موضع آخر بالدين، قال - تعالى -: {لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَاركُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّه يُحِبّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8].
لما كان الخروج من الوطن قاسيًا على النفس فقد كان من فضائل المهاجرين أنهم فارقوا أوطانهم هجرةً في سبيل الله.
وفي سنن الترمذي بإسناد صحيح: عن عبد الله بن عدي بن حراء قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقفا جبال مكة فقال: ((إنكِ لخيرُ أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرِجت منك ما خرجت)).
قال العيني رحمه الله: "ابتلى الله نبيه بفراق الوطن".
ولما علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سيبقى مهاجرًا دعا بتحبيب المدينة إليه كما في الصحيحين وفي "صحيح البخاري": أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته (أي أسرع بها).
قال ابن حجر - رحمه الله -: ((فيها دلالة على فضل المدينة، وعلى مشروعية حب الوطن والحنين إليه)).
البشر يألفون أرضهم على ما بها حتى ولو كان قبرا مستوحشا، وحب الأوطان غريزةٌ متأصلة في النفوس تجعل الإنسان يستريح للبقاء فيه ويحن إليه إذا غاب عنه ويدفع عنه إذا هوجم ويغضب له إذا انتقص، والوطنية بهذا المفهوم الطبيعي أمرٌ غير مستغرب، وذلك الولاء له مشاعر إنسانية لا غبار عليها ولا اعتراض، ولا يجوز أن تكون مفهومًا مشوهًّا يعارض به الولاء للدين؛ فالإسلام لا يغير انتماء الناس إلى أرضهم ولا شعوبهم ولا قبائلهم.
فقد بقي بلال حبشيًّا وصهيب روميًّا وسلمان فارسيًّا ولم يتضارب ذلك مع انتمائهم العظيم للإسلام.. وعندما يفكر الإنسان في طبيعته فسيجد أن له محبةً وولاءً وانتماءً لأسرته وعشيرته وأهل قريته، كما يحس بانتمائه الكبير للأمة المسلمة باتساعها وتلون أعراقها ولسانها. إنه لا تعارض بين هذه الانتماءات ولا مساومة عليها، بل هي دوائر يحوي بعضها بعضا.
إن من المغالطة الإيهام بالتعارض بين الوطينة بمفهومها الطبيعي وبين الإسلام.إن تصوير هذا التعارض ليس إلا حيلةً المستعمر الخبيث للنيل من الإسلام واستغلالًا للمحبة الغريزية للوطن لإيهام الناس بأن التمسك بتفاصيل الشريعة يعطل بعض مصالح الوطن، وذلك عبر مصادمة أحكام الشريعة بمطالب الوطنية.
يجب ألا نسير بغفلة خلف الشعارات المستوردة والمصطلحات الدخيلة، التي تقسم الناس إلى فرق وطوائف تتباغض وتتناحر ويكيد بعضها لبعض، ويفتح الباب واسعًا أمام العدو لتحقيق أهدافه ومراميه {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [المؤمنون: 52].
من مقتضيات الانتماء للوطن: محبته والافتخار به وصيانته والدفاع عنه والنصيحة له والحرص على سلامته واحترام أفراده وتقدير علمائه وطاعة ولاة أمره.
ومن مقتضيات الوطنية: القيام بالواجبات والمسئوليات كلٌّ في موقعه مع الأمانة والصدق.
ومن مقتضيات حب الوطن: احترام نظمه وثقافته والمحافظة على مرافقه وموارد الاقتصاد فيه، والحرص على مكتسباته وعوامل بنائه ورخائه، والحذر من كل ما يؤدي إلى نقصه. إن الدفاع عن الوطن واجبٌ شرعي، وإن الموت في سبيل ذلك شهامةٌ وشهادة، وفي قصة الملأ من بني إسرائيل: غافر {قَاَلوُا وَمَاَ لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا} [البقرة: 246].
وحتى تتبين مظاهر الوطنية الصادقة ويسقط زيف الشعارات فإن المتأمل في الواقع يميز بين المواطن الصالح الناصح لوطنه وبين الكاذب بالشعارات؛ فإن لخيانة الوطن مظاهر وظواهر بعضها مرّ على بلادنا فحسم أمره وكبت شره، وبعضها لم يزل قائما يتشكل ويتلون ويخف ويشتد ويظهر ويتوارى، وبعضها يظهر باسم الغيرة على الوطن وفي حقيقته غيرة منه، ومن ذلك ما تورط به شبابٌ أغرارٌ رفعوا شعار نصرة الإسلام وراية الإصلاح فأخطأوا سبيله ولم يجدوا صدورًا يُفرغون فيها رصاصهم إلا صدور أهليهم ولا أمنًا يُزعزع إلا أمن بلادهم ولا بناياتٍ تهدم على مَنْ فيها إلا بنايات وطنهم.
يقطعون شجرا أظلهم ويعكرون ماءً سقاهم.. يزعمون أن عملهم لله وباسم الله.. وهم في حقيقة حالهم قد ارتهنوا لأعدائهم وحسادهم وصاروا أدواتٍ لهم يصرفونهم في الإساءة لأوطانهم كيف شاءوا ومن ورائهم من يبرر ويحرض.. لقد تجللوا بعار الخيانة وتلبّسوا بجرم الجناية.. ناهيك عن تعرضهم للإثم والمقت واستحقاق الوعيد الشديد.
وثمت مظهرٌ آخر من مظاهر خيانة الوطن لا يقل سوءًا عن الأول إن لم يزد عليه، فلئن كان الأول شاهرًا ظاهرًا؛ فإن الثاني متلونٌ خفي.
إنهم أناسٌ من بني جلدتنا ويتكلمون بألستنا سُبيت قلوبهم و غسلت عقولهم وانبهروا بعدوهم ففقدوا ذواتهم. أُشرِب في قلوبهم حب الغرب و مجدوا سلوكه فآمنوا بحسنه و سيئه واستحسنوا حلوه ومره، ثم أورثهم ذلك كله انتقاصًا لأهلهم واحتقارا لأوطانهم وسخريةً بأعرافهم المعتبرة واستهزاء لتقاليده المرعية، وصارت فضائله المتوارثة محل انتقاداتهم وأخلاقياته المتسلسلة غرض رميهم فصارت فنونهم وأدابهم ومقالاتهم لا غرض لها إلا نشر أسباب الشر والرذيلة ، وعوامل الخلاعة والميوعة التي تغرق المجتمع في أوحال الفساد ، فتنشأ الأجيال العابدة لملذاتها ومتعها الرخيصة بحيث يتعذر عليها القيام بأدنى دور ذي بال يحفظ لها كرامتها وشرفها عند تعرضها للامتهان على يد عدو متربص وصائل حاقد .
لا بد من قيام الكوادر الخيّرة من علماء ودعاة وفضلاء بدورهم المأمول في بث القيم الفاضلة ، والمثل العالية في أوساط المجتمع المسلم ودعوة الناس إلى الدين الحق ، و الإسلام الصحيح وفق فهم السلف الصالح ومن ذلك أن الإسلام .
إن الشريعة الإسلامية - وهي التي لم تغفل أقل الأمور - لم تترك سبيل النصيحة ملتبسًا ولم تدع أسلوب الإصلاح غائبًا، وإن أهم المعالم في طريق الإصلاح والنصيحة التثبت من الحال والعدل والإنصاف في إطلاق الأحكام و اطراح الهوى، وقبل ذلك وبعده عدم التشهير وإذاعة السوء: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْر مِنْ الْأَمْن أَوْ الْخَوْف أَذَاعُوا بِه وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُول وَإِلَى أُولِي الْأَمْر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83].
وفي سورة النور: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيع الْفَاحِشَة فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَاب أَلِيم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَاَللَّه يَعْلَم لَا تَعْلَمُونَ} [النور: 19].
لبلدنا الغالي حُقوقٌ وواجباتٌ، الوفاء بها مؤشر على صِدق الانتماء، وبرهانٌ على محبَّة الخير لها.
• من أهم الواجبات المَنُوطة بنا تجاه بلدنا : المحافظة على تديُّن المجتمع وصَلاحه، ونشْر الخير بين أبنائه، ومحاربة الفساد، وتجفيف منابعه قدْر الإمكان، فبلدنا قام على الإسلام، فالحرص على صَفاء الإسلام ونقائه مسؤوليَّة مشتركة بين الجميع؛ حكَّامًا ومحكومين، عُلَماء ومعلِّمين، دُعاة ومربِّين.
خيانةٌ للوطنيَّة حينما تتحوَّل بعض وسائل الإعلام إلى وسيلة هدْم للقِيَمِ والأخلاق، والتشتُّت والافتراق، بعيدة عن هُموم مُواطِنيها، ومشاريع الإصلاح في بلدها.
ومن حُقوق الوطن على أهله: الإخلاص في العمل، والصدق في أداء أمانة الوظيفة، والانضباط بالأنظمة التي فيها المصلحة والمنفعة العامَّة،
• ومن واجبنا تجاه وطننا ترسيخُ القِيَم الاجتماعيَّة؛ حتى يعيشَ ذلكم الوطن لحمةً واحدةً، مُتعاوِنين مُتَآلِفين، يُعطَف فيه على الصغير، ويُوقَّر فيه ذو الشَّيبة، وتُسَدُّ فيه الفاقة، يُواسَى فيه المحروم، ويُناصَح المُخطِئ، ويسعى لقَضاء حاجات المحتاجين؛ حتى يكونَ المجتمع بعد بذلك كالبُنيان يَشُدُّ بعضه بعضًا.
وأشدُّ الناس نفعًا لبلدهم والوطن ممتنٌّ لجميلهم هم أولئك الرجال الذين بذَلُوا أموالهم وأوقاتهم في دعْم أعمال البر ومشاريع الخير التي ينتفع بها أبناء البلد، فهؤلاء من حقِّهم علينا أنْ يُدعَى لهم، ويُذكَر أثرُهم ومَآثِرُهم على البلاد والعباد.
ومَن لا يشكر الناس لا يشكر الله - تعالى.
المواضيع المتشابهه:
fpe ugln hsghln uk vHn hg]dk tn hg,'k ,hghkjlhx hgdi K lk lk/,v ]dkn [hi. gg'fu