معلومات عن الاحلام 2025 ، الفرق بين الحلم والرؤيا فى المنام 2025
 نسأل الله أن يحفظنا وإياكم من كل مكروه وسوء ، وأن يصرف عنا وعنكم كيد شياطين  الإنس والإنس ، إنه هو خير حافظا ، وهو أرحم الراحمين . 
                  
 وأما ما يراه النائم في نومه فهو ثلاثة أنواع : رؤيا ، وهي من الله تعالى ، وحلُم  وهو من الشيطان ، وحديث النفس . 
 فالرؤيا : هي مشاهدة النائم أمراً محبوباً ، وهي من الله تعالى ، وقد يراد بها  تبشير بخير ، أو تحذير من شر ، أو مساعدة وإرشاد ، ويسن حمد الله تعالى عليها ، وأن  يحدث بها الأحبة دون غيرهم . 
 والحلُم : هو ما يراه النائم من مكروه ، وهو من الشيطان ، ويسن أن يتعوذ بالله منه  ويبصق عن يساره ثلاثا ، وأن لا يحدِّث به ، فمن فعل ذلك لا يضره ، كما يستحب أن  يتحول عن جنبه ، وأن يصلي ركعتين . 
 وقد يكون ما يراه النائم ليس رؤيا ولا حلما ، وإنما هو حديث نفس ، ويسمى " أضغاث  أحلام " ، وهو عبارة عن أحداث ومخاوف في الذاكرة والعقل الباطن ، يعيد تكوينها مرة  أخرى في أثناء النوم ، كمن يعمل في حرفة ويمضي يومه في العمل بها وقبل نومه يفكر  فيها ، فيرى ما يتعلق بها في منامه ، وكمن يفكر في معشوقه فيرى ما يتعلق به ، ولا  تأويل لهذه الأشياء .
 عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا  المسلم تكذب ، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً ، ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءاً  من النبوة، والرؤيا ثلاثة فرؤيا الصالحة بشرى من الله ، ورؤيا تحزين من الشيطان ،  ورؤيا مما يحدث المرء نفسه ... " رواه مسلم ( 2263 ) .
 قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - :
 معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة  " : أن رؤيا المؤمن تقع صادقة ؛ لأنها أمثال يضربها الملك للرائي ، وقد تكون خبراً  عن شيء واقع ، أو شيء سيقع فيقع مطابقاً للرؤيا ، فتكون هذه الرؤيا كوحي النبوة في  صدق مدلولها ، وإن كانت تختلف عنها ، ولهذا كانت جزءاً من ستة وأربعين جزءاً من  النبوة .
معلومات عن الاحلام 2025 ، الفرق بين الحلم والرؤيا فى المنام 2025
 فرؤيا المؤمن وصفت في الأحاديث بأنها " صادقة " و " صالحة " و " من الله " ، ومعنى  " صادقة " سبق في كلام الشيخ ابن عثيمين أنها تقع صادقة ، ومعنى " صالحة " أنها  تكون بشارة أو تنبيها على غفلة ، ومعنى كونها " من اللّه " أي : من فضله ورحمته ،  أو من إنذارهوتبشيره ، أو من تنبيهه وإرشاده . 
 ووصف الحلم بأنه " تحزين " و أنها " من الشيطان " ، ومعنى " تحزين " أي : لكي يحزنه  ويكدِّر  عليه حياته ، ومعنى " من الشيطان " أي : أنه من إلقائه وتخويفه ولعبه  بالنائم . 
 قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في بيان هذا النوع - :
 إفزاع من الشيطان ، فإن الشيطان يصور للإنسان في منامه ما يفزعه من شيء في نفسه ،  أو ماله ، أو في أهله ، أو في مجتمعه ؛ لأن الشيطان يحب إحزان المؤمنين كما قال  الله تعالى : { إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا  بإذن الله } ، فكل شيء ينكِّد على الإنسان في حياته ويعكِّر صفوه عليه : فإن  الشيطان حريص عليه ، سواء ذلك في اليقظة أو في المنام ؛ لأن الشيطان عدو كما قال  الله تعالى { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً } .
 " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 1 / 329 ) .
 وقد دلَّنا النبي صلى الله عليه وسلم على ما نفعله إذا رأى الإنسان في نومه ما  يكرهه فقام على إثره ، وهي : التفل عن اليسار ، والتعوذ من الشيطان ، وتغيير الجنب  ، والصلاة إن شاء وأن لا يحدث بها الناس .
 وننبه إلى أمرٍ مهم وهو أن الإنسانَ إذا كان صالحاً مستقيماً على طاعة الله تعالى ،  فإنه لا يضره أن يرى نفسه أو يُرى على حالةٍ لا تسر ، وإذا كان سيئاً عاصياً في  يقظته فإنه لا ينفعه أن يرى نفسه أو يُرى على أحسن حال .
 قال ابن مفلح :
 قال هشام بن حسان : كان ابن سيرين يسأل عن مائة رؤيا فلا يجيب فيها بشيء إلا أن  يقول : اتق الله وأحسن في اليقظة , فإنه لا يضرك ما رأيت في النوم .
 " الآداب الشرعية " ( 3 / 451 ) .
 وقال :
 قال المروذي : أَدخلت إبراهيم الحميدي على أبي عبد الله وكان رجلا صالحا فقال : إن  أمي رأت لك كذا وكذا وذكرت الجنة ، فقال : يا أخي إن " سهل بن سلامة " كان الناس  يخبرونه بمثل هذا , وخرج سهل إلى سفك الدماء وقال : الرؤيا تسر المؤمن ولا تغره .
 معلومات عن الاحلام 2025 ، الفرق بين الحلم والرؤيا فى المنام 2025
 والخلاصة :
 أنه قد تكون في الرؤيا تحذير للإنسان وتنبيه له أو لغيره من غفلة يعيشها ، أو معصية  يرتكبها ، أو خاتمة سوء إن استمر على ما هو عليه من انحراف وضلال ، وهذا لا يكون في  الحلم الذي هو من تحزين الشيطان وتنكيده ، بل يكون من الله بفضله ورحمته ، فيمكن  للإنسان إذا رأى في منامه ما يوجب تنبيه وتحذير الآخرين أن يفعل ذلك ، وكذا لو رأى  ما ينبهه ويحذره هو .
 ولك أن تحذِّر قريبك من مكيدة محتملة ، أو سوء متوقع لكن دون أن تخصص له أحداً  بعينه ، فإن كان ما تخشى شره ، فقد أخذتم حذركم ، ولم يضركم شيء ، إن شاء الله ،  وإن تخلف ما تخشون ، ولم تكن الرؤيا على ما خفتم وقوعه ، لم يضركم شيء ، ما دمتم لم  تتكلموا في حق أحد بسوء ، ولم تعتدوا على أحد
