منتديات غلاسة

منتديات غلاسة (https://www.ghlasa.com/vb/index.php)
-   الاسلامى الشامل (https://www.ghlasa.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   لكل اخت واخ الزواج قبل الاسلام (https://www.ghlasa.com/vb/showthread.php?t=2806)

شبكة غلاسة 04-06-2024 03:13 PM

لكل اخت واخ الزواج قبل الاسلام
 

كان العرب قبل البعثة يجمعون بين الأختين حتى أبطل ذلك الدين الجديد

أبرز ما نلاحظ على خطوات تكوين الأسرة لدى أهل مكة أنها لم تتبدل كثيراً بعد الإسلام


لا يمكن لاي مسلم او غير مسلم ان يفهم قوانين او تشريعات الاسرة والاحوال الشخصية في الاسلام، دون ان يعرف تفاصيل حياة المرأة والاسرة في مكة والمدينة منذ ظهور الاسلام حتى نهاية العصر الاموي. وهي المرحلة التي تحدثنا عن تركيب مجتمع مكة والنشاط السكاني فيها، ونود الآن ان نتحدث عن الاسرة باختصار شديد، من خلال ما جمعت د. الهام البابطين من معلومات عنها، في كتابها «الحياة الاجتماعية في مكة»، المنشور عام 1998.
وابرز ما نلاحظ على خطوات تكوين الاسرة لدى اهل مكة قبل الاسلام، انها لم تتبدل كثيرا بعد الاسلام، حيث اقر الدين الجديد الكثير من عاداتهم في هذا المجال. فتقول الباحثة مثلا ان «من اكثر انكحة الجاهلية شيوعا النكاح الذي يتم بخطبة المرأة من وليها، واشترط فيه القبول والمهر وشاهدا عدل. وقد اقره الاسلام، وورد عن رسول الله (ص) القول: « لا نكاح الا بولي وشاهدي عدل»، وفي رواية وشهود ومهر».
وكان بعض الاباء عند ظهور الاسلام يشاورون بناتهم قبل تزويجهن، وسجلت المصادر عددا من الحالات التي تعتذر فيها المرأة عن الزواج، وقد ترفض الزواج من رجل متزوج، مثلما حدث لبنات عتبة بن ربيعة. اما ما ذكره الباحث «محمد بطاينة»، في كتابه «الحياة الاجتماعية في صدر الاسلام»، تقول د. البابطين، «من ان اهل البكر ينوبون عنها نيابة تامة عند تزويجها، فلا اساس له من الصحة».
وكان الزواج بين الاقارب سائدا بين العرب قبل الاسلام، لاسيما ابناء العمومة، وهذا ما قام به الرسول (ص) نفسه مع بناته، وقد تسمى البنت في صغرها في احيان كثيرة لابن عمها، وقد تسمى لغيره. «فكانت السيدة خديجة بنت خويلد مسماة لابن عمها ورقة بن نوفل، وكانت السيدة عائشة مسماة لجبير بن مطعم، وسميت ابنه للزبير بن العوام بعد ولادتها، لقدامة بن مظعون الجمحي».
وكان العرب قبل الاسلام يجمعون بين الاختين، فأبطل ذلك الاسلام. ولكن استمرت عادة تسمية ابنة العم لابن عمها، وانه الاحق بالزواج منها من الغريب، فلما خطبت بنت عمر بن الخطاب قال ابن عمر «ان ابن عمها احق بها، فزوجها عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب».
ويستحس البعض ان يختار الرجل لابنته الرجل الصالح. «وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما تأيمت ابنته حفصة من زوجها، يلقى عثمان بن عفان، ويعرض عليه ابنته حفصة بنت عمر، فاعلمه عثمان بانه غير راغب في الزواج الآن، فلقي ابا بكر، فعرض عليه ان يزوجه ابنته حفصة، فصمت ابو بكر، ولم يجبه بشيء، ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم». [الموسوعة الفقهية، د. محمد قلعة جي، ص815 عن صحيح البخاري].
ولا تتحدث د. البابطين عن رؤية المخطوبة قبل الزواج. ويقول الشيخ «د. قلعة جي» في موسوعته، انه يستحب للخاطب ان يرى مخطوبته ولو خشيت الفتنة»، فان النظر المفضي الى الفتنة محرم الا لمصلحة راجحة، وما مُنع سدا للذرائع يباح للمصلحة الراجحة. ويجوز له ان ينظر منها الى ما يظهر منها عادة من غير تبذل، كالوجه، والشعر والنحر والساعد، لما رواه جابر بن عبدالله رضي الله عنه ان رسول الله قال: «اذا خطب احدكم المرأة فان استطاع ان ينظر منها الى ما يدعوه الى نكاحها فليفعل، قال جابر: فخطبت امرأة، فكنت اتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني الى نكاحها». ويضيف د. قلعة جي، «وان رآها مرة ورأى في نفسه حاجة ان يراها ثانية، لانه لم يتبين منها اشياء يرغب فيها، او يكرهها، جاز له ان يراها ثانية وثالثة. ولا يشترط اذنها في الرؤية ولا اذن وليها، ويجوز له ان يراها من غير علمها» [ص817].
أما عن خطبة نساء الموالي فيرد لدى ابن عبد ربه في العقد الفريد، رواية تفيد انها تُخطب من مواليها فان رضي مولاها زوجت والا رد خاطبها، وان زُوج الاب او الاخ بغير رأي المولى، فُسخ النكاح.
وهناك اشارات قليلة، تضيف د.البابطين، تفيد بتزويج رجال قريش للموالي وتزوجهم منهم، الا انه لم يكن من المستساغ عُرفا ان يتزوجوا منهم، او يزوجوهم بناتهم، وكانوا يعيّرون الرجل الشريف ان تزوج امرأة من نساء الموالي او زوج ابنته منهم، ولما جاء الاسلام غير هذه النظرة فأدخل بعض التعديلات في مصاهرة الموالي. «ويحتاج الرقيق الى الاذن من سيده للنكاح. ففي رواية تعود للعهد الاموي تفيد انهم لا يسمحون بزواج العبيد الى غير العبيد وكانوا يعاقبون على ذلك».
واذا ملكت امرأة عبدا، يقول د.قلعة جي، «جاز له ان ينظر اليها، وجاز لها ان تظهر امامه بغير حجاب، اي جاز ان يظهر منها ما يبدو منها غالبا في الاحوال العادية، كالنحر والزند والساق واعلى الصدر واعلى الظهر. واذا ملك الرجل امة لازوج لها جاز له ان يجامعها دون عقد نكاح. ونظرا لصعوبة تقيد الامة بقيود الحجاب، لانها اعدت لخدمة الضيوف ولقضاء الحاجات، فقد خفف الله عنها الحجاب، فلم يأمرها بما امر به الحرة من الحجاب». وقد يُفهم من هذا، ان الخادمة اليوم، قد تقاس اوضاعها بذلك من ناحية عدم الالتزام بالحجاب، اذ «لو قاس ذلك فقيه لكان له حظ من النظر». (ص972).
وكان الصداق او المهر معروفا في مكة عند ظهور الاسلام، وفي بعض الاحيان يكون هو الاساس في اتمام الخطبة. وقد يستأثر بالمهر وليُّ الأمر. وقد كانت العرب تقول لمن وُلدت له بنتا: هنيئا لك النافجة، ويعنون بذلك انه يأخذ مهرها ابلا الى ابله فتنفج ماله ، اي تعظمه.
وكانت مهور ازواج النبي وبناته بين 500-400 درهم تقريبا، ولكن الثراء الذي انتشر فيما بعد جعل كثيرا من الناس يغالون في المهور حتى حاول الخليفة عمر بن الخطاب تحديده فاعترضت النساء وبخاصة قريش. وكان عقد النكاح معروفا في مكة عند ظهور الاسلام كما اشرنا، وكذلك تجهيز العروس للزواج. وتتولى الام عادة الاهتمام بطعام ابنتها المقبلة على الزواج لتظهر في زواجها في انضر واجمل مظهر.
ومن عادة الميسورين من اهل مكة في هذه المناسبة ان يُحضروا الماشطة لتجميل العروس. وعادة ما يقوم اهل البنت بتوجيه النصح والارشاد للعروس. وقد حفظت المصادر نصوصا كنصيحة «المغيرة بن عبدالرحمن المخزومي»، لابنته، اذ يقول لها، «زوجك اولى بك منا اليوم فأحسني ما بينك وبينه». ويسلم عليها ويودعها قائلا: «انك لن ترينني الا في احد امرين: إمّا مؤدبا لك، واما ناقلك من البيت مطلقة او ميتة»! وقال اب آخر لابنته: «كوني له امة يكن لك عبداً».

وكان اهل مكة قبل الاسلام، تقول الباحثة، يكرهون تزويج بناتهم في شهر شوال تطيرا منه، بسبب طاعون وقع في احدى السنوات. وعلى العكس استحس الاسلام الزواج في هذا الشهر خاصة. اما حفلات الزواج فكانت كبيرة احيانا. وقد نحر ابو سفيان عشر جزائر – خرفان – عند زواجه بهند بنت عتبة، وقد اطعم في اليوم الاول لحم جزور وسقى الخمر، وفي اليوم الثاني لحم غنم وسقى نبيذ الزبيب، وفي اليوم الثالث لحم طير وسقى نبيذ العسل وكانوا يسمون طعام العرس بالوليمة، وقد تقام احيانا من قبل اهل البنت اذا كان الاب من ذوي المكانة. وقد يصاحب بعض الولائم احضار المغنين والعزف بالغرابيل والمزامير والتغني باغاني الافراح. وفي اول الاسلام جرى الحث على اعلان النكاح والضرب عليه بالدفوف والغربال، وهو كذلك نوع من الدفوف. وفي خلافة عمر بن الخطاب كان اذا سمع صوت غناء ودف قال ما هذا؟ فان قالوا عرسا او ختانا. سكت، كما جاء في سنن البيهقي. وفي العهد الاموي بالغ بعض اهل مكة في الاحتفال فكانوا يحضرون «الزوّاف»، وهم النساء اللواتي يزففن العروس. وكانت عبارة التهنئة قبل الاسلام «بالرفاء والبنين» و«بالرفاء والثبات والبنين لا البنات».
وكان تعدد الزوجات شائعا في مكة عند ظهور الاسلام. اما قول الطبري ان الرجل من قريش كان يتزوج العشر من النساء والاكثر والاقل، تؤكد الباحثة، «فلم نعرف من خلال تراجم القرشيين واخبارهم التي اطلعنا عليها في المصادر من تجاوز خمس زوجات، وهي حالات قليلة جدا. على انه ينبغي القول انه وجد افراد قلائل من وجهاء قبيلة ثقيف في الطائف بلغ عدد زوجاتهم عند ظهور الاسلام عشر نساء مثل غيلان بن سلمة الثقفي».
وكانت المرأة تزداد مكانتها بالانجاب وبخاصة الذكور. فيقال عنها (امراة مُذّكِر) و (مِذّكار) اذا ولدت الذكور، وامرأة (مُؤنت) و (مِئناث)، اذا ولدت الاناث. وكانوا يعيرون الرجل القليل الاولاد. وكانوا يسمون المرأة التي لا تنجب عقيما وعاقرا، واذا قعدت عن الحيض والولادة يقال لها «امرأة قاعد». وكانوا يعتقدون ان الزوجة الغاضبة وقت الجماع تنجب الذكور، اي الذي تحمل به امه وهي غير مستعدة للفراش، فكانوا يقولون في هذا الشأن، «اذا اردت ان تنجب المرأة ذكرا فاغضبها عند الجماع». ويرون انه كلما تأخرت ولادة المرأة كان ذلك اقوى للولد واصلب، ويسمون المرأة التي تتأخر ولادتها «المنضجة»، وعرف عن نساء «آل الجحاف» طول فترة الحمل


الساعة الآن 07:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc
adv ghlasa by : ghlasa