منتديات غلاسة

منتديات غلاسة (https://www.ghlasa.com/vb/index.php)
-   الاسلامى الشامل (https://www.ghlasa.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   سيده تصنع تاريخ (https://www.ghlasa.com/vb/showthread.php?t=2925)

شبكة غلاسة 04-07-2024 06:13 AM

سيده تصنع تاريخ
 




امرأة وحيدة في صحراء قاحلة ، يعتصر أمومتها بكاء رضيعها الظامئ الجائع ،

فتعتصم بيقينها و يتردد في أجواء الصمت المطبق آخر كلمات قالتها لزوجها قبل أن يتركها امتثالاً لأمر ربه

" إذن فلن يُضيعنا " ..

امرأة وحيدة إلا من إيمان راسخ و ثقة تامة في الله ( عز و جل ) ثم في زوجها سيدنا إبراهيم ( عليه السلام ) ،

إيمان و ثقة جعلاها تترك زوجها يمضي بعد أن رطب قلبها الوجل حين سألته و هي تنظر إلى خواء الصحراء

و رضيعها الحبيب :

آلله أمرك بهذا ؟! فرد عليها : نعم ..

اطمأنت " هاجر" و تفجر بئر زمزم ليروي ظمئ رضيعها الباكي و ليبقى معجزة إلهية تروي حجيج بيت الله لى أن

يرث الله الأرض و مَن عليها ..

و أحب المسلمون "هاجر" و سمى الملايين منهم بناتهن باسمها تيمناً بها ،

و انتشر الاسم الحبيب ، و لكن لم ينتشر معه القيم الرائعة المرتبطة به و التي يستدعيها مجرد ذكر الاسم حتى قبل

سرد حكاية هاجر الرائعة ،

و حسن الظن بالزوج و تبني قناعاته مادمت لا تصطدم بشرع الله و لا تتجاوز حدوده ،

و تفضيل حب الله على ما سواه من الحب و وضعه في أعلى مكانة قبل حتى حب الأبناء و اللهفة عليهم

و الخوف على غدهم ..

أين " هاجر " في بيوتنا و علاقتنا بأهلنا ؟ أين هي في صلتنا القوية بالله و حرصنا على اتباع أوامره و اجتناب

نواهيه ؟

نحن نحب "هاجر" و لا نجسدها ، نسمي بناتنا باسمها ولا نربيهن ليكن بعضاً منها ،

يا ترى هل صرنا نسمي و لا نسعى لأن يكون لأطفالنا نصيب من أسمائهم ؟!

نتمنى ألا تكون الإجابة ... نعم .

" و بمثل هاجر يُصنع النصر "

*************

لم تكن تملك سوى نطاق ( حزام ) واحد تضعه حول ملابسها ، و مع ذلك لم تتردد لحظة واحدة في شقه لتلف

فيه زاد الحبيب ( صلى الله عليه و سلم ) و أبيها الصديق ( رضي الله عنه ) و هما في غارهما ،

لم تفكر لحظة فيما إذا كان سيمكنها امتلاك نطاق آخر أم لا ،

لم تعتبر عدم وجود ما تضع فيه طعام الرسول و صاحبه مبرراً يعفيها عن القيام بتلكما المهمة اليومية العسيرة

، و لم تبالي بمشفة و وعر الطريق إلى غار الحبيب و صاحبه ..

و اليوم نرى كثير من فتياتنا يسوِّفن في ارتداء الحجاب ؛ لأنه يعز عليهن التفريط في ملابسهن القصيرة المكشوفة ،

و قد نرى أيضاً من تؤجل هذه الفريضة ريثما تشتري أشيك العباءات و أكثر أغطية الرأس اناقة ..

" أسماء بنت أبي بكر " كانت أيضاً فتاة صغيرة و لكنها كانت تحمل بين جوانحها حب كبير و غاية سامية ،

و تحتضن رسالة يهون كل ما دونها من غال و رخيص ، و لهذا شقت نطاقها و مضت عزيزة ، مرفوعة الرأس ،

مستهينة بالعقبات ..

و بحسب فتياتنا هذا الدرس فقط من حدث الهجرة المعجزة ، إنه درس امتلاك هدف ( عملاق ) و تكون كل العقبات

دونه ( أقزام ضئيلة ) ،

هدف ( إرضاء الله ) و تحقيق رسالة المسلم في الأرض ، رسالة تبليغ دينه ،

و يكفي كل مسلمة شرفاً و فخراً أن يكرمها الله بتحقيق هذه الرسالة بمجرد التزامها بالزي الشرعي ،

لتصبح صورة رائعة لإسلامها دون أن تقف على منبر أو أن تمسك قلماً ،

و دعوة لكل مسلمة لأن تسترجع موقف " أسماء " و تفكر و تقتدي و تختار ..


" و بمثل أسماء يُصنع النصر "


****************

من البشر مَن يزهو بهم التاريخ من إنجاز واحد حققوه ، و منهم مَن تمتد حياتهم سنوات طوال و لا يحفرون في

سجل التاريخ حرفاً واحداً ..

و بخيمتها صنعت " رفيدة بنت سعد الأسلمية " سجلها الحافل ؛

فبخيمة متواضعة بجوار مسجد الحبيب ( صلى الله عليه و سلم ) أو في ساحات معارك الإسلام ضد الشرك و الكفر؛

صارت " رفيدة " علماً زاهراً و مساحة مضيئة في صفحات تاريخنا الإسلامي ..

كانت خيمة " رفيدة " أول مستشفى ميداني في تاريخنا ، أنفقت عليه من مالها الخاص محتسبة الأجر ،

و أقر الرسول (صلى الله عليه و سلم ) عطائها المتخصص ، فكانت خيمتها جزءاً لا يتجزأ من عدة الجهاد في كل

غزوات المسلمين ما عدا " بدرأ " ..

و من العجيب أن ليس هناك ثمة مصدر تناول نسب " رفيدة " و قصة إسلامها و تفاصيل حياتها و تاريخ وفاتها !!

و لكن في الحقيقة لم تكن تلك المرأة العظيمة بحاجة لمن يؤرخ لها ؛ فحسبها خيمتها تؤرخ و تسرد الدروس و العبر
..
ترى .. هل ستكون لكِ أنتِ أيضأً خيمتكِ ؟ و بأي خيمة ستخدمين إسلامكِ ؟و متى ستشدين الأوتاد و ترفعين رايات

عقيدتكِ السمحاء أعلى خيمتكِ ؟

ابدئي من الآن ؛ تعرفي على قدراتكِ و اشحذي مهاراتكِ و لتكن خيمتكِ ناطقة كتلك التي زها بها " صلاح الدين

الأيوبي " و هو يتفقد معسكرات المسلمين في الحروب الصليبية ، فيسمع أزيز النحل في خيام يتلو ساكنوها القرآن ،

ثم يمر بواحدة أخرى يغط أهلوها في نوم عميق فيقول بأسى : ( من هنا تأتي الهزيمة ) ..

أناشدكِ الله ؛ ألا يسكن الصمت المطبق خيمتكِ فتكون أوسع الثغرات إلى ديننا و نسائنا ..


" و بمثل رفيدة يُصنع النصر "



*****************


للأسف تلك النماذج الرائعة التي سُجلت في العصور الزاهرة توارت ؛

عندما فقدنا نشوة الثقة في نفوسنا ، و تراخت أيادينا في ضعف و تهالك ،

و رفعت طاقاتنا راية بيضاء لتعلن استسلامها أمام الضغوط المتزايدة ،

و لكن إن كنا نريد فعلاً اتباع حذوهن و السير على خطاهن وسط تلك الأجواء الخانقة من زيف الأحاديث الغربية و أكاذيب العولمة ، فمن الأفضل لنا أن نبدأ في إعداد خطة الإصلاح و التغيير تحت شعار

" بيدي سيُصنع النصر " : )


الساعة الآن 03:42 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc
adv ghlasa by : ghlasa