منتديات غلاسة - بحث علمى عن النظام و اثر النظام فى تطوير الامم جاهز للطبع

بحث علمى عن النظام و اثر النظام فى تطوير الامم جاهز للطبع

النظام هو من اسمي القواعد التي يقوم عليها مجتمع راقي فلهذا لابد ان نتبع النظام في شئ في حياتنا فقد خلق الله الكون كله في نظام وتوازن جميل ودقيق فقد جعل المجموعة الفلكية تدور في نظام محدد وايضا خلق كل شئ فالكون بنسبة لو زادت لفسد ميزان الكون واخلت بالنظام العام فالنظام فريضة دينية لابد ان نتحلي بها ونتمسك بها في كل امور حياتنا لكي يصبح مجتمعنا راقيا متحضرا بين الامم هذا التعبير
ليس فقط ان يكون العمل او الفكر السياسي مرتبا بشكل سليم ولكن ايضا فان التنظيم بمعناه الهندسي والذي يضم كل المقتنعين والمؤمنين والمؤيدين للمشروع فاي نظام سياسي اذا لم يكن له تنظيم واضح المعالم من القمة الي القاع لن يبني، وفي المقابل اذا كان هذا النظام قائما فسوف ينهار، وكل ذلك يستوجب ان يكون التنظيم مرنا ويحمل قدرا كبيرا من الانسيابية وايضا الوضوح في المهام والادوار، فكل فرد في التنظيم قائد وبطل في دوره المحدد، ومنفذ لما يصدر له بدون انغلاق عقلي «السمع والطاعة دون مناقشة» وايضا مع احترام الافكار التي تأتي من القاع فقد تكون عظيمة وتقود التنظيم كله للنجاح المنشود وتحقيق الاهداف المطلوبة، فقيمة الفكرة ليست في موقع من خرجت منه لكن بقدر اهميتها وتأثيرها وايجابيتها.
وفي الحالة المصرية ما بعد الثورة والتي جاءت من اجل بناء نظام جديد يتقاطع مع الماضي تصبح الامور اكثر تعقيدا ففي العادة الشعب يثور ليسقط نظاما ويبني اخر لكن نادرا ــ وهو ما حدث في مصر ــ ان يسقط شعب نظامين خلال مدة قصيرة جدا ــ عامين ونصف العام ــ النظام الاول يسمي «نظام مبارك» والثاني «نظام الاخوان»، والحقيقة ان تغلغل النظامين في الواقع المصري لمدة طويلة يبدو للوهلة الاولي انه من الصعوبة القضاء عليهما معا، بل الاهم اننا نحتاج ان نهزم النظامين ونبني في نفس الوقت نظامنا الجديد الذي يحول اهداف الثورة من مجرد شعارات الي واقع ملموس ومنهج حياة، بما يخدم الديمقراطية الناشئة، ويضمن التحول الايجابي للديمقراطية الراسخة التي يستحقها شعبنا لكن يبقي السؤال كيف يحدث ذلك؟
الاجابة ببساطة ان مواجهة نظام مبارك تبدأ من حملة منظمة لمواجهة الفساد وفضح ممارسات رجاله التي دمرت الوطن طوال 30 عاما «امراض ــ ضياع ثروات ــ قمع وتعذيب ــ موت في عبارات غارقة وقطارات محروقة ومراكب الهجرة غير الشرعية ــ ومبيدات مسرطنة» وربط ذلك بادوار اركان هذا النظام الذين افسدوا المجتمع سواء كانوا وزراء او نواب برلمان أو رجال اعمال أو اعلاميين او مسئولين في مختلف المواقع تحولوا مع مرور الزمن الي مصاصي دماء وهو ما يحتاج لتحديد هؤلاء بالاسم والعمل علي ان تضم خطايا واخطاء كل شخص منهم وكشفهم للمجتمع بشرط ان يتم ذلك بمعيار اخلاقي فلن نواجه الفساد الا بالاخلاق السليمة.
اما نظام الاخوان فانه يعتمد علي ثلاثية «الفقر والجهل والمرض» وهو ما يحتاج لعمل اكثر بداية ان هزيمة اي تنظيم مثل الاخوان لن يتم الا بخلق تنظيم جديد قد يشبه التنظيم الناصري لكن مع اختلاف الزمان والمكان يمكن ان تكون بدايته «مفوضية الشباب» اضافة الي عمل جاد ومتواز علي تطوير التعليم لمواجهة الافكار المتطرفة والظلامية والمغلوطة وايضا الاعتماد علي خطاب ديني متجدد ورؤية ثقافية تنويرية تنطلق من قيم مجتمعنا وليس القيم المستوردة «هذا تحدٍّ» اضافة الي القضاء علي الفقر وتوفير فرص عمل وتشجيع الاستثمار علاوة علي توفير حياة صحية سليمة لجميع المواطنين وسوف أتحدث لاحقا كيف يتم خلق هذا التنظيم لانني اؤكد «لا يهزم تنظيم الا تنظيم اخر» وللاسف التنظيم ده مش موجود في مصر حتي الان.
الحقيقة ان الكفاءة يجب ان تكون المعيار الاهم في وضع اركان النظام الجديد لان ذلك سيشجع الجميع علي العمل والابداع وايضا التعاون ويقطع الطريق امام رجال النظامين السابقين من القفز علي المشهد خاصة ان اغلبهم احتل مواقعه بالواسطة والمحسوبية او لانه من الاهل والعشيرة.
ويخطئ البعض عندما يتصورون انه بوجود رئيس وبرلمان مؤمنين باهداف الثورة ــ هذا اذا تحقق ــ سوف تنتصر الثورة ونخلق نظاما جديدا يتقاطع مع نظامي مبارك والاخوان لكن سيكون البداية فقط لكن المستقبل ان نقاتل بعد وجود رئيس منتخب من اجل برلمان يعبر عن الثورة وفي نفس الوقت خلق تنظيم جديد يمكن ان يتحول إلي «حزب» انطلاقا من حرصنا علي احترام الدستور هذا التنظيم يكون في كل بيت في مصر وبالطبع سوف نتحرك في الثلاثة مسارات في توقيت واحد وبشكل متواز وبقدر قدرتنا ونجاحنا في انتخاب رئيس وبرلمان يعبران عن النظام الجديد والوصول لمراحل متقدمة في التنظيم ستتحدد ملامح وقوة النظام الجديد خاصة في ظل وجود نظامين سابقين يتأهب المستفيدون منهما في العودة من جديد لصدارة المشهد خاصة في البرلمان « نواب الوطني ــ نواب الاخوان» واحتمالية تحالفهما معا ليست بعيدة فقد حدث ذلك في برلمان 2005 وايضا انتخابات 2010 قبل ان يقرر نظام مبارك تزويرها بالكامل لصالحه مع التأكيد ان رئيسا يمثل الثورة دون برلمان يتعاون معه فهو رئيس عاجز وبلا صلاحيات او تأثير.
ويظل المال هو الأكثر خطورة وتأثيرا على ديمقراطية وليدة مثل الديمقراطية المصرية، خاصة ونحن نتحدث هنا عن شعب يقع قرابة نصفه تحت خط الفقر، خاصة مع قرب انتخابات ينتظر أن تختار برلمانا اما يعبر بحق عن ثورتنا او نقرأ لها الفاتحة دون أن نستطيع إقامة عزاء لها

ghlasa2