منتديات غلاسة - سبب وعلاج تأخر المشي عند الاطفال

　
المشي مقدرة طبيعية تعتمد على مدى نمو الجسم الحركي والعصبي ويعتبر الطفل متأخرا في امتلاك هذه القدرة إذا بلغ سنة ونصف السنة دون أن يبدأ بمحاولات للمشي ما يعني ضرورة فحصه لمعرفة ما إذا كان السبب مرضيا لواسيما إذا استمرت الحالة حتى بعد بلوغه السنتين.

يقول طبيب الأطفال الدكتور ياسر بدر إن الطبيب عادة ما يسأل في مثل هذه الحالات عن فترة الحمل والولادة وفترة بدء المشي عند بقية أفراد العائلة وعن تلقي الطفل للفيتامينات وخصوصا فيتامين " د " ليقوم بعدها بتحليل تطور حالة قدرات الطفل الذهنية والحركية للكشف عن وجود إصابة ما في الجهاز العصبي وخاصة من ناحية الكلام والتفاعل الاجتماعي مضيفا أن هناك إمكانيات يستطيع الطبيب تقديرها بحسب عمر الطفل فمثلا من الشهر الرابع إلى السادس يستطيع الطفل الانقلاب من البطن إلى الظهر بينما يمكنه الجلوس لوحده في شهره السابع إلى التاسع ويبدأ بالحبو من الشهر العاشر حتى سنته الاولى ثم تزداد قدرته على الحبو والوقوف ويعتمد على الأشياء ويستطيع الوقوف لوحده واحيانا يمشي ثلاث خطوات عندما يكمل شهره الثاني عشر إلى 18 شهرا وصولا إلى إمكانية المشي جيدا والنهوض دون مساعدة.

ويشير الدكتور بدر إلى أنه في حال شك الطبيب بإصابة عصبية مركزية فعليه طلب إجراء تصوير للدماغ بالرنين المغناطيسي واجراء تخطيط كهربائي له بينما يتم في حال الاشتباه باصابة عضلية اجراء معايرة لخمائر العضلات وتخطيط عضلات كهربائي وفي بعض الاحيان تؤخذ خزعة من العضلات حيث قد يتبين وجود أمراض عضلية كحالات الضمور العضلي التي تكون واضحة جدا أثناء الفحص.

وحول الأسباب الوراثية لتأخر المشي يقول الدكتور بدر إن الأمر طبيعي جدا إذا كان هناك تأخر مشي في العائلة ويمكن الكشف عن ذلك إذا بين فحص الطفل عصبيا أنه سليم تماما وفي هذه الحالة غالبا ما يمشي الطفل في نهاية سنته الثانية لافتا إلى أنه في حالات نقص فيتامين " د " أو الاصابة بالكساح يتم العلاج بإعطاء جرعات من هذا الفيتامين وتعريض الطفل لاشعة الشمس.

ويبين الطبيب أن حدوث نقص أوكسجين أثناء الولادة يؤدي الى اصابة بعض المراكز العصبية بأضرار تؤثر على النطق والحركة وتأخر في بعض الوظائف العصبية للطفل وعندها يعالج الطفل علاجا طبيعيا أو فيزيائيا لاشهر أو سنوات حسب الحالة.

وتقول السيدة سوزان الأم لطفلة عمرها أربع سنوات إن طفلتها تعرضت لنقص أوكسجين أثناء الولادة ما أدى الى تضرر مراكز عصبية في الدماغ أدت إلى تأخر المشي والكلام بالنسبة لأغلب الأطفال ممن هم في عمرها لكن العلاج الفيزيائي بالتدليك على مدى سنتين أدى إلى تطور ملحوظ على جميع المستويات ومازال العلاج مستمرا.