منتديات غلاسة

منتديات غلاسة (https://www.ghlasa.com/vb/index.php)
-   المنتديات العامة (https://www.ghlasa.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   الضمير (https://www.ghlasa.com/vb/showthread.php?t=13541)

شبكة غلاسة 05-05-2024 06:32 PM

الضمير
 
اعزائي
اليوم هنعرف ماهو الضمير
الاول عايزه اقول كلمه وجعاني ووجعه قلبي
عايزه اقول ان الضمير لو مات مات كل شيئ



إنه القانون الذي ينبع من الذات، كي يُقيم حركة الإنسان في الحياة على ميزان والمبادئ، ذاك القانون الذي تُصاغ مواده من خلال جامعة الحياة بأقسامها المتعددة، متمثلة في أسرة ومؤسسات تربوية ودينية وتثقيفية..الخ، بحيث تتكامل مواد هذا القانون بتكامل وتكاتف هذا المؤسسات مع بعضها، حتى تـُرَسِّخ دعائمه وتقيم بنيانه على أسس متينة من تقوى الله، وحب الخير والسعي إليه طواعية.

إنه الضمير، أو القلب، أو النفس اللوامة، أو الفطرة السليمة، أو ما شاكل ذلك من مترادفات، تولد في أعماق النفس لحظة أن تلعق الرئتين أول شهيق وتطرد أول زفير، تولد ضعيفة هزيلة مثلها مثل صاحبها، تحتاج إلى الغذاء، وتحتاج إلى السقاء، وتحتاج إلى التعهد بالعناية والرعاية، كي يتسق نموها مع نمو البدن، فلا قيمة لبناء بدني دون أن يوازيه بناء روحي يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، إذ العبرة ليست بأجسام ممشوقة، ولا صور جميلة، العبرة بقدر يقظة الضمير ونقده وتوجيهه للنفس.

يخطئ من يتصور أنه قدم للمجتمع خيراً، وقتما يدفع إليه بشاب يافع، قوى البنيان، رائع المظهر، لكنه بلا محتوى، لكنه بلا ضمير حي، فحينها لن يكون إلا عبئاً جديداً يقع على كاهل المجتمع، وكابحاً إضافياً لحركة المجتمع نحو

صناعة الحياة الراقية، ومن ثم فالأسرة والمؤسسات التربوية والدينية والتثقيفية مطالبة بإعادة النظر فيما تقدمه من أساليب وبرامج حتى تخرج للحياة جيلاً قادراً على تحمل المسئولية بيقظة وضمير.
إن التربية بشتى مفرداتها ومكوناتها هي التي تلقى في أعماق النفس البشرية بذرة الوازع الذاتي، ثم تتحول تلك النبتة يوماً إلى شجرة وارفة الظل يمتد ظلها إلى نظرة العين، وإلى كلمة اللسان، وإلى حركة اليد، وإلى خطوة الرجل..الخ، فتؤدى الجوارح عملها كما أراد الله لها أن تعمل بلا شطط أو خروج عن الجادة، وإن حدث وشذت عن القاعدة - كعادة النفس بارتكاب معصية أو مخالفة - فإنها تعود سريعاً إلى الحق، إذ يسكن في حنايا النفس رقيب داخلي يدعوه إلى الخير وينهاه عن الشر.

إن استشعار مراقبة الله في السر والعلانية، والاعتقاد الجازم بأن الله يعلم مكنونات الصدور هو أكبر داع إلى حياة الضمير ويقظته الدائمة، فعين الله لا يخفى عليها شيء، إذ ليس بإمكان المخلوق أن يغيب عن رقابة الخالق ليفعل ما تشتهيه نفسه الأمارة بالسوء، بل إنه سبحانه عليم بالنوايا وذات الصدور ولا تخفى عليه خافية، فإذا آمنت النفس بذلك استقامت على منهج من خلقها وسواها.. قال الشاعر: إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت *** لكن قل عـلى رقيب. ولا تحسبن الله يغفـل سـاعة *** ولا أن ما تُخفى عليـه يغيب.

أنا مؤمن إيماناً لا يتطرق إليه شك أن القوانين - وحدها ورغم أهميتها - لا تكفى لضبط سلوك البشر ومحاربة الجريمة، فرغم كل القوانين والتشريعات لا زالت هناك ثقوب ينفذ منها ضعاف النفوس وفاقدي للسطو على أمن وسلامة المجتمع، ولا تستطيع يد القانون أن تقتص منهم جراء ما ارتكبوه، فرقابة البشر قاصرة ولو كانت ساهرة، وقوانين البشر عاجزة ولو كانت كاملة!. - فكيف تصل يد القانون البشرى إلى مدرس لا يراقب الله في

عمله، ويتعمد الإهمال في شرح وعرض دروسه ليجد الطالب نفسه مجبراً على اللجوء إلى درس خاص؟!. - كيف تصل يد القانون البشرى إلى طبيب أهمل عمله العام في مستشفى الفقراء، حتى يذهبوا - رغم أنوفهم - إلى عيادته الخاصة في استغلال بشع لآلام وأوجاع البشر؟!. - كيف تصل يد القانون البشرى إلى موظف باع ضميره للشيطان، فقبل الرشوة وعطل مصالح الخلق؟! إنّ الإجابة تبدو مستحيلة إذا ما غاب عن النفس قانون الضمير، وكما قال أحدهم: ولن ينفع القانون فينا رادعاً *** حتى نكون ذوى ضمائر تردع.
إن الرقابة البشرية - على حاجة الناس لها وعلى أهميتها، سواءً كانت رقابة إدارية، أو مالية، أو أسرية، أو اجتماعية، أو فكرية - قد تغفل وقد تغيب، ولكن رقابة المحكمة الداخلية متمثلة في ضمير حي لا تغفل ولا تغيب، ومن ثم كان بناء الضمير قضية أمن اجتماعي وسياسي واقتصادي، يجب أن لا تترك للعمل العشوائي التخبطي، لأن قيام الأمم لا يتحقق إلا بقيام ضمائر أبنائها.

وأخيراً ولبي آخراً، فقد أعجبتني حكمة أظن أن تبلور كل ما فات ( العدل ليس نصاً في القانون، لكنه شئ في ضمير القاضي


الساعة الآن 02:03 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc
adv ghlasa by : ghlasa