منتديات غلاسة

منتديات غلاسة (https://www.ghlasa.com/vb/index.php)
-   الاسلامى الشامل (https://www.ghlasa.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   من هو اويس ابن عامر (https://www.ghlasa.com/vb/showthread.php?t=2928)

شبكة غلاسة 04-07-2024 06:18 AM

من هو اويس ابن عامر
 

أويس بن عامر

ابن جرير بن مالك القرني‏:‏ وقيل‏:‏ هو أويس بن أنس وقيل‏:‏ أويس بن الخليص‏.‏



وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال :قال رسول الله ج: ((إن الله تعالى يحب من خلقه الأصفياء الأخفياء، الأبرياء، الشعثة روؤسهم، المغبرة وجوههم،الخمصة بطونهم، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم، وإن خطبوا المتنعمات لم يُنكحوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن طلعوا لم يفرح لطلعتهم، وإن مرضوا لم يعادوا، وإن ماتوا لم يشهدوا...



قالوا يا رسول الله كيف لنا برجل منهم؟
قال ؛: ذاك أويس القرني...
قالوا : ومن أويس القرني...


قال: أشهل ذو صهوبة، بعيد ما بين المنكبين، معتدل، آدم شديد الأدمة، ضارب بذقنه إلى صدره، رام ببصره إلى موضع سجوده، واضع يمينه على شماله يتلوا القرآن، ويبكي على نفسه، ذو طمرين، لايؤبه له، مئتزر بإزار صوف...
مجهول في أهل الأرض، معروف في أهل السماء، لو أقسم على الله تعالى لأبر قسمه، ألا وأن تحت منكبه الأسير لمعة بياض، ألا وأنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد أدخلوا الجنة،
وقيل لأويس: قف فاشفع، فيشفعه الله ﻷ في مثل عدد ربيعة ومضر

يا عمر ويا علي إذا أنتما لقيتماه، فأطلبا إليه أن يستغفر لكما...

فمكث عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب يطلبانه عشر سنين، لا يقدران عليه، فلما كان آخر السنة التي توفي فيها عمر ط قام على جبل أبي قبيس فنادى بأعلى صوته:
يا أهل الحجيج من اليمن
أفيكم أويس من مراد؟


فقام شيخ كبير اللحية فقال:

- إنا لا ندري من أويس، ولكن هناك ابن أخ لي يقال له أويس، وهو أخمل ذكراً، واقل مالاً، وأهون أمراً، من أن نرفعه إليك، وإنه ليرعى أبلنا، بين أظهرنا...


فعمى عليه عمر كأنه لا يريده، وقال: أين ابن أخيك هذا؟ أبحرمنا هو؟
قال: نعم...
قال عمر: وأين يصاب...
قال الرجل بأراك عرفات...

ثم ركب عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب من ساعتهما سراعا إلى عرفات فإذا هو قائم يصلي إلى شجرة ، فأوقفا راحلتيهما؛ ثم اقبلا عليه فقالا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فخفف أويس الصلاة وقال: وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته، ثم قالا: من الرجل؟

قال: راعي إبل وأجير قوم...

قالا: لسنا نسأل عن الرعاية ولا عن الإجارة...
ما اسمك؟

قال: عبدالله...

قالا: قد علمنا أن أهل السموات والأرض كلهم عبيد الله...
فما اسمك الذي سمتك به أمك؟

قالا: يا هذان ما تريدان مني؟

قالا: وصف لنا محمد ج أويس القرني فقد عرفنا الصهوبة والشهولة؛ فأخبرنا؛ أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء، فأوضحها لنا فإن كانت بك، فأنت هو فأوضح منكبه؛ فإذا اللمعة تلوح...

فابتدراها يقبلانها و
قالا: نشهد إنك أويس القرني فاستغفر لنا يغفر الله لك...

قال: ما أخص باستغفاري نفسي ولا أحد من بني آدم، ولكنه في البر والبحر، في المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات...

ثم قال: يا هذان إنه قد شهر الله لكما حالي، وعرفكما أمري، فمن أنتما؟

قال علي: أما هذا فهو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين وأما أنا فعلي بن أبي طالب، فاستوى أويس قائماً...

وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته...
السلام عليك يا ابن أبي طالب ورحمة الله وبركاته...
جزاكما الله عن هذه الأمة خيراً...

قالا: وأنت جزاك الله خيراً عن نفسك...


وقال له عمر: أنت أخي، لا أريدك تفارقني أبداً، وعندما رأى عمر رثاثة ثيابه، وضآلة بدنه...

قال له: مكانك يرحمك الله؛ حتى أتيك بنفقة من عطائي، وكسوة من فضل ثيابي، وهذا المكان ميعاد بيني وبينك...

قال أويس: لا أراك بعد اليوم تعرفني...
ما أصنع بالنفقة؟...

وما أصنع بالكسوة؟...
أما ترى علي إزاراً من صوف، ورداء من صوف، متى تراني أخرقهما، أما ترى نعلاي مخصوفتين.. متى تراني أبليهما؟
أما تراني قد أخذت من أجرتي أربعة دراهم متى تراني أكلهما...

ثم قال: يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كوؤدا، لا يكاد يجاوزهما إلا ضامر مخف مهزول فأخف رحمك الله...
فلما سمع عمر ط ذلك ضرب بدرته الأرض! ثم نادى بأعلى صوته....
ألا يا ليت أم عمر لم تلده...
ليتها كانت عاقراً لم تعالج حملها...
يا ويلتاه من يوم تشخص فيه الأبصار...

يا ويلتاه من يوم صبيحته القيامة...
يا وليتاه من جواز السراط...
يا وليتاه من الوقوف بين يدي رب العالمين...


ثم التفت أويس إلى عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وقال:
وداعاً لا لقاء بعده...
يا أمير المؤمنين خذا من هذا الطريق؛ حتى أخذ أنا من الطريق الآخر، فولى عمر وصاحبه ناحية مكة، وساق أويس أبله حتى وافى القوم بإبلهم وخلا عن الرعي، وأقبل على العبادة...





فهو رجل من أولياء الله الصالحين، جعل نصب عينه مراقبة الله، ورعاية حرماته...



زهد في الدنيا بعد أن جاءت إليه راغمة، وتعالت نفسه على الرئاسة والإمارة بعد أن دُعي إليها من الخليفة عمر بن الخطاب، وعزفت نفسه عن الشهرة بعد أن كانت منه قاب قوسين أو أدنى...
وترفعت نفسه عن المجد المبتذل المزيف؛ فأبى المجد الصادق الحقيقي إلا أن يسير في ركابه ...


أرأيت إنساناً يختار أن يعيش أجيراً فقيراً و في مقدوره أن يكون سيداً مطاعاً، وثرياً واسع الثراء، وزعيماً يصدر القوم عن رأيه !!!
نعم إنه أويس القرني، عاش حياته خامل الذكر، فقير الحال، يحتقره أكثر الناس؛ لما يظهر عليه من رثاثة الثياب، وضآلة البدن، والعمل في خدمة الناس كأجير يرعى الإبل، بل أنه كان يتوسل إلى أحدهم أن يكف عن أذيته والسخرية منه، ومن رثاثة ثيابه...





كان من الزهد على غاية كان يلتقط الكسر من المزابل فيغسلها ويأكل بعضها ويتصدق ببعضها وعرى حتى جلس في قوصره‏.‏


قال‏:‏ الكوفة فقال‏:‏ ألا أكتب لك إلى عاملها فيستوصي بك فقال‏:‏ لأن أكون في غبراء الناس أحب إليِّ قال‏:‏ فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس كيف تركته‏.‏
قال‏:‏ تركته رث البيت قليل المتاع فقال‏:‏ سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها برّ لو أقسم على اللّه لأبرَّه فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ‏"‏‏.‏
فلما قدم الكوفة أتى أويسًا فقال‏:‏ استغفر لي فقال‏:‏ أنت أحدث عهدًا بِسَفْرٍ صالحٍ فاستغفر لقيت عمر‏.‏
قال‏:‏ نعم فاستغفر له‏.‏


ففطن له الناس فانطلق على وجهه قال أسير‏:‏ وكسوته بردًا فكان إذا رآه إنسان عليه قال‏:‏ من أين لأويس هذا البرد‏.‏


أخبرنا أحمد بن منصور الصوفي أخبرنا المعتمر بن أحمد أخبرنا أحمد بن محمد الثعالبي أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان حدَّثنا الحسين بن أحمد بن صدقة حدَّثنا أحمد بن أبي خيثمة حدَّثنا موسى بن إسماعيل حدَّثنا حماد عن الجريري عن أسير بن جابر‏:‏

أن أويسًا القرني كان إذا حدث يقع حديثه في قلوبنا موقعًا لا يقع حديث غيره‏.‏


أخبرنا محمد بن أبي القاسم أخبرنا حمد بن أحمد أخبرنا أبو نعيم أخبرنا أحمد بن عبد اللهّ حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد حدثنا الحسن بن محمد حدَثنا عبد اللّه بن عبد الكريم حدَثنا سعيد بن أسد بن موسى حدَّثنا ضمرة بن ربيعة عن أصبغ بن زيد‏:‏ قال‏:‏


كان أويس القرني إذا أمسى يقول‏:‏ هذه ليلة الركوع فيركع حتى يصبح وكان يقول إذا أمسى‏:‏ هذه ليلة السجود فيسجد حتى يصبح وكان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل والثياب ثم يقول‏:‏ اللهم من مات جوعًا فلا تؤاخذني به ومن مات عريانأ فلا تؤاخذني به‏.‏


أخبرنا محمد بن أبي القاسم أخبرنا حمد بن أحمد أخبرنا أحمد بن عبد اللّه حدَّثنا أبو بكر بن مالك حدَّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل حدَّثنا زكريا بن يحيى بن حموية حدَثنا الهيثم بن عدي حدَّثنا عبد اللّه بن عمرو بن مرة عن أبيه عن عبد الله بن سلمة قال‏:‏


غزونا أذربيجان زمان عمر بن الخطاب رضىِ اللّه عنه ومعنا أويس القرني فلما رجعنا مرض علينا فحملنا فلم يستمسك فمات فنزلت فإذا قبر محفور وماء مسكوب وكفن وحنوط فغسلناه وكفناه وصلينا عليه فقال بعضنا لبعض‏:‏ لو رجعنا فعلمنا قبره فرجعنا فإذا لا قبر ولا أثر‏.‏


وقد روي أنه عاش بعد ذلك طويلًا حتى قتل مع علي رضي الله عنه يوم صفين‏.‏





الساعة الآن 06:46 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc
adv ghlasa by : ghlasa