منتديات غلاسة

منتديات غلاسة (https://www.ghlasa.com/vb/index.php)
-   ابحاث علمية دراسية (https://www.ghlasa.com/vb/forumdisplay.php?f=15)
-   -   بحث علمي عن الوعي القومي جاهز للطبع 2024 (https://www.ghlasa.com/vb/showthread.php?t=12875)

ghlasa 02-11-2024 01:48 PM

بحث علمي عن الوعي القومي جاهز للطبع 2024
 
بحث علمي عن الوعي القومي جاهز للطبع 2024
الوعي القومي
هو وعي أو شعور شخص معين، أو جماعة معينة بالانتماء إلى قومية أو أمة معينة، ضمن إطار شروط موضوعية مثل؛ الأصل المشترك، اللغة، الدين، التقاليد، الحضارة، التأريخ و الأرض. أو ضمن الاهتداء بشروط تفكير ذاتية مثل؛ النظرة والتصور المشتركين تجاه العالم والقوانين والدولة ومفاهيم المجتمع.
ويجسد هذا الوعي أو الشعور الإحساس بالانتماء إلى أمة أو قومية معينة تصونه، الأمر الذي يشكل عند الإنسان التصور، بأنه ليس وحيدا، وأن هناك من يحميه، إذ ذاك يملؤه الاعتزاز والتباهي والفخر تجاه أمته. ويعتبر البعض هذا الانتماء شيئا خاصا وفريدا، لا يمكن لكل فرد أن يمتاز ويتمتع به، ولاسيما إذا وجد نفسه أمام جماعات قومية صغيرة لا تنتمي إلى أمته، ولكنها خاضعة لها سياسيا. ويخلق هذا عند البعض الشعور بالتعالي والغرور وتقديس مؤسسة الدولة التي تقودها أمته، ولعل أوضح صورة لهذه المسالة، هو ما قاله الفيلسوف الألماني هيجل: إن الدولة، هي الله على الأرض. ويحس أبناء القومية أو الجماعة الخاضعة للأمة الحاكمة بالاضطهاد المعنوي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، الأمر الذي يؤدي جدليا إلى خلق الوعي القومي عندهم أيضا، فالتخلص من سطوة الأمة المسيطرة، بالتفكير في تأسيس دولتها هي أيضا.
وأخطر ما في الوعي القومي هو المبالغة في الشعور والمكابرة وعدم الاعتراف بالقومية المقابلة، ويؤدى هذا حتما إلى التعصب القومي الشوفيني.

نشوء مفهوم الأمة تاريخيا

لا يمكن إعطاء وصفة معينة لمفهوم نشوء الأمم في التأريخ، ولا يمكن ربطها بتشكيلة اجتماعية- اقتصادية معينة، إذ لكل منطقة وبقعة في العالم خاصيتها ومميزاتها الذاتية والموضوعية التي تتخذ مسارا خاصا بها. ولم يكن التطور مساويا في كل العالم أبدا. فالآشوريون والبابليون والفرس، كانوا ينظرون إلى الآخرين بنظرة التعالي والاحتقار، لذلك كانوا يسمحون لأنفسهم بمحاربتهم وإخضاعهم لسيطرتهم السياسية والاقتصادية والدينية. وأما الاغريق والرومان، فكانوا يعتبرون الأجانب برابرة، يجب إخضاعهم بالقوة وتحويلهم إلى عبيد أيضا. وإذا كانت الامبراطوريات والدول خاضعة لقانون النشوء والتطور فالانحطاط والسقوط، فأن الأمم هي الأخرى كانت ولم تزل خاضعة لنفس القانون. لا يوجد ما هو مطلق في التاريخ.
بحث علمي عن الوعي القومي جاهز للطبع 2024
ولاشك أن نشوء الأمة هو حتمية تاريخية لاتحاد مجموعة من القبائل والشعوب التي تنتمي إلى أصل أثني واحد ولغة واحدة بلهجات مختلفة. وعلى هذا الأساس نشأت الأمم ودولها. ويكون أحيانا أحد شروط تكون الأمة، هو الحاسم. وإذا كان الدين الإسلامي هو العامل الذي أدى إلى توحيد القبائل العربية المتنازعة، فإن الدفاع عن المصير المشترك عن الأرض إزاء الحملات الرومانية هو العامل الذي أدى إلى توحيد القبائل الجرمانية. وكان العامل الاقتصادي، البحث عن مصادر الكلأ، هو الذي أدى إلى توحيد القبائل التركية تحت قيادة العثمانيين في الأناضول.
ولعبت ترجمة الإنجيل إلى اللغة الألمانية دورا كبيرا في نثر بذور نشوء الأمة الألمانية.
وفي أوروبا بدأ الوعي القومي يتبلور في عصر النهضة في الفترة الواقعة بين القرنين 14و 16، حيث بدأ المفكرون يتناولون تاريخهم وماضيهم في ضوء مفاهيم التفكير القومي والوطني. وفي مجال العلوم، حلت اللغات القومية محل اللغة اللاتينية. وفي مجال المسيحية ظهرت الإصلاحات الجريئة التي حدت من احتكار الكاثوليكية للكنيسة. وبدأت الأمم الانكليزية والفرنسية والهولندية بالظهور. وأما بالنسبة إلى الأمة الألمانية، فأنها بدأت بالتكون في منتصف القرن التاسع عشر ضمن عملية النضال ضد حملات نابليون، حيث ظهرت فكرة الجمهورية الحرة، التي صاحبت الأفكار القومية لآرندت وفون كلايست وفيشته وغيرهم.
وظهرت في أوروبا في القرن التاسع عشر بوادر الاستقلال الوطني ومحاربة النفوذ الأجنبي. وراحت القوانين تحتوي على المفاهيم القومية والوطنية والاستقلالية. واعتبرت الشعوب الأوربية التوسع النابليوني تدخلا فضا في شئونها الداخلية.

وربط كل من ماركس وإنجلز مسالة الشعور أو الوعي القومي بنظرية التعاقب الحتمي للتشكيلات الاجتماعية-الاقتصادية السياسية وبتطور القوى المنتجة ومن ثم الصراع الطبقي كمحرك حاسم في عملية الانتقال. وأن مسالة تكون العشيرة والشعب فالأمة، لها علاقة عضوية بتلك التشكيلات، وأنها عملية طويلة، معقدة، متشعبة ومتعددة الجوانب، تتحكم فيها جملة شروط ذاتية وموضوعية.
وترى الماركسية أن الأمة تتكون وتنظم نفسها عبر دولتها التي لها سوقها المشتركة. وقد تضم هذه الدولة أمة واحدة أو عدة أمم وقوميات، بيد أن الأمر الحاسم يكون بيد الأمة الكبيرة التي تقودها الطبقة الرأسمالية


لا شك في أن الوعي الفكري الذي يمثله الوعي القومي عند كل شعب وأمة من أمم العالم، هو عنصر كل نهضة قومية، والفاعل الفعّال في خلق اليقظة، والتوثب الاجتماعي، ومن هنا قيل ويقال إن الروح المتفتحة، المستمدة حيويتها وديمومتها من الفكر، هي الروح التي تستطيع، دون أدنى ريب، حمل رسالة وبناء أمة. لذلك كان الفكر العربي بوعيه القومي مصدر القومية العربية في مراحل تطورها التاريخي حساً، فشعوراً، فتوثباً، فتمرداً، فانتفاضة، فثورة، فعقيدة راسخة الجذور بأبعادها الفلسفية وروحها الفكري ابتداء بمرحلة ما قبل الحرب الكونية الأولى قبل سنة 1914، وعلى وجه الخصوص في النص الثاني من القرن التاسع عشر (سنة 1850) حين شهدت الحركة العربية صنوفاً من الحكم الاستبدادي والاضطهاد السياسي، الذي كان يمارسه الحكم العثماني ضد العرب والعروبة حيث اشتدت موجة الرفض العربي، فبرزت جمعيات علمية وأدبية حملت لواء الوعي القومي والوطني. وكانت نواة نهضة عربية تركت آثارها في جيلها وفي الجيل الذي تلاه، مثل (جمعية الإخاء العربي – سنة 1908)، و(المنتدى الأدبي- سنة 1909)، و(جمعية الفتاة- سنة 1911)، و(جمعية العهد – سنة 1913)، ممهدة السبل إلى مرحلة ما بين الحربين سنة 1914-1945، بتطلعها وتوثبها وانطلاقها حيث بدأ الصراع يشتد بين الروح العربية المنطلقة، المتفتحة، وبين قوى الاستعمار الذي كانت تحمل في نظراتها وأبعادها وممارساتها الحديد والنار(1) فشهد الوطن العربي أكثر من ثورة ضد الاستعمار، كالثورة العراقية (1919-1920) والثورة السورية (1925-1927) والثورة المصرية (1919) والثورة المراكشية (1925). وهذه الثورات، على الرغم من حدتها وعنفوانها، افتقرت إلى التنسيق مع بعضها البعض ولكنها تبقى رمزاً نقياً ووجهاً ساطعاً للوطنية العربية المخلصة، على الرغم مما أصابها وأصاب دعاتها من حالة اليأس التي بدأت تزول مع بدايات الثلاثينيات حتى قويت مرة أخرى في الأربعينيات(2). وتوافقت بدايات الثلاثينيات أيضاً مع إعادة القوة للعلاقة بين مصر والعرب، حيث أخذ تيار العروبة فيها يزداد ويلتقي في أهدافه مع أهداف القومية في المشرق(3)". ففي (24 آب/ أغسطس/ سنة 1933) انعقد في لبنان مؤتمر ضمّ بعض رجال الحركة العربية في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق. وقد صدر بيان عن المؤتمر حدْد أهداف (عصبة العمل القومي) وجاء في البيان: أن الأقطار العربية بكليتها وطن عربي واحد، وما أحدثه الاستعمار من تجزئة طارئة لا تقره الأمة العربية ولا ترضى به.. العرب في ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم أمة واحدة والعروبة أخوة يتساوى فيها العرب قاطبة في الحقوق والواجبات. والقومية العربية فوق كل شيء وقبل كل شيء.. الحقيقة العربية هي إنشاء الدولة العربية لتحقيق الإرادة العربية العامة.. الحركة العربية هي حركة بعث وتحرير وإنشاء.. وظلت (عصبة العمل القومي) تعمل حتى عام 1939. عندما فقدت بعض قياداتها أو انضمت فروعها إلى أحزاب أخرى(4). فبدأت مرحلة مهمة في تطور الوعي القومي وهي مرحلة ما بعد الحرب الكونية الثانية (بعد سنة 1945) حتى الانتكاسة (سنة 1967) وما بعدها، حيث بدأ الموقف القومي بالانتقال من مجال الاجتهاد النظري والدعوة إلى القومية العربية إلى "محاولة التجسيد العملي في شكل تجارب وحدوية. وقد كان هذا الانتقال من مجال النظرية إلى مجال التطبيق ضرورياً لتأكيد الافتراضات النظرية، وجعل الأيديولوجيات القومية حقيقة قائمة يعيشها الإنسان العربي. ولم يكن الانتقال إلى مجال التطبيق فجائياً بل كان نتيجة تطور اجتماعي وسياسي أصاب البيئة العربية دفع بقوى اجتماعية جديدة عكست تطلعاتها ونظرتها القومية مضموناً مختلفاً إلى حد كبير عما كان سائداً من قبل، وبالتحديد في مجال تحويل الفكرة العربية إلى حركة سياسية لها أسس تنظيمية وطابع الشمول والانتشار وإضفاء الطابع الشعبي أو الجماهيري عليها سواء انعكس ذلك في أن هذه القوى التي تصدت لقياداتها كانت ذات صلة قوية ومباشرة بالجماهير العربية، أم أن بعضها عكس آمال وتطلعات الجماهير وتبناها


كانت اللغة العربية والتاريخ العربي من أبرز العوامل والأكثر عقلانية من غيرها في تجسيد معنى الشعور القومي الذي باعتماده عليها ما عاد يستند إلى عصبية ضيقة. واللغة بمعناها القومي والإنساني لا تعني مجموعة ألفاظ منطوقة حسب، بل هي الحياة الثقافية بمعناها العام وأداة الفكر التي تخلق في أبنائها القدرة على استحداث المفاهيم الواحدة ذوات البعد الحضاري والإنساني حيث تشترك مع التاريخ بوصفه زمناً فكرياً متجدداً، يحمل هموم الأمة وتطلعاتها وتفاعلها مع أحداث عصرها، فضلاً عما يحمل من وجدان مشترك لأبناء أمته. وأهميته تنبع من كونه يمكن الجماعة من اكتشاف الشخصية الفريدة للأمة التي ينتمون إليها. إنه يوفر الإدراك الذي يولد المبادئ القومية من خلال لغته التي تفصح عن تلك المبادئ.

فاللغة والتاريخ العربيان "آن" فلسفي وفكري واحد. فالماضي والحاضر والمستقبل صورة واحدة لهذا "الآن" العربي المتجدد والمتطور من أعماق النفس العربية ووجدان الإنسان العربي وفكره المتطلع إلى تثبيت شخصيته وهويته من خلال واقعه الذي هو واقع عميق الجذور زمنياً ومؤثر في غيره إنسانياً وحضارياً. فالتاريخ هو امتداد لهذا "الآن" بماضيه وحاضره ومستقبله. وهو تبدل وتغير وصعود وانتكاس وانبعاث ترتبط عبر مسيرته "الديمومة" و"الصيرورة" بأهداف إنسانية حضارية تؤكد قدرة الإنسان على تجاوز ذاته. وهذا يعني أن التاريخ بلغته سعي لإدراك الماضي البشري وإحيائه. ولكي يفهم هذا الماضي فهماً إبداعياً يجب الاهتمام بروحه وجوهره على حد سواء، ذلك الجوهر الذي هو في حقيقته الثورة على البالي، على الضار، على الفساد من أجل تجديد الحياة. فالتاريخ هو بمثابة شعور الأمة وذاكرتها. ومن هنا تصح القولة "إن كل إحياء قوي في العصر الحديث قد رافقه بعث للتاريخ القومي". فالتاريخ عند العرب جزء عضوي من وجودهم(6). ومن هنا قيل "إن القومية العربية كانت تياراً فكرياً أكثر منه تياراً سياسياً. ذلك أنها اعتمدت أول ما اعتمدت على مقاومة تيار القضاء على اللغة العربية والتاريخ العربي ومعالم التراث والبطولات والأعلام العربية


فاللغة والتاريخ العربيان هما روح الوعي القومي والفكر القومي وجوهره ومن خلال هذا الإيمان باللغة والتاريخ ووحدتهما وتفاعلهما كانت الصرخة الشعرية العربية الحديث تندد بأعداء الأمة العربية من أجانب وطامعين وحكام مستبدين، ساعية إلى استقلال الوطن العربية بكل أقطاره، حاثة أبناءها على التمرد والثورة ضد الظلم وضد الاستكانة والجمود والتعلل بالآمال الخادعة
ghlasa2


الساعة الآن 12:58 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc
adv ghlasa by : ghlasa